كشف أعضاء جمعية ”مربي النحل لولاية الجزائر” في حديث مع ”المساء”، أن نوعا من الفوضى تطبع استغلال مراعي النحل بربوع الوطن، بسبب بعض الدخلاء على المهنة ممن يشوهون وجهها الحسن، وطالبوا بضرورة تنظيمها عن طريق تحسيس المربين أينما كانوا بأهمية الانخراط في جمعيات ولائية، مع المُطالبة بالتعامل باحترافية ومهنية فيما بينها بما يعود بالفائدة على المهنة والمستهلك. قال السيد إسلام خزراجي المكلف بالإعلام على مستوى الجمعية بأن هذه الأخيرة أنشئت عام 2011 بهدف التنسيق المتكامل بين مربيي النحل لولاية الجزائر الذين يصل عددهم إلى حوالي 60 مربيا عضوا في الجمعية التي تهدف إلى توعية المستهلك أينما كان بأن منتوج العسل ذو قيمة كبيرة، وعليه لا بد من اقتنائه من عند المنتجين له، ”التحسيس يكون عن طريق تنظيم معارض جوارية بكل بلديات العاصمة، بالتالي نقترب كحرفيين متخصصين من الزبون ونطلعه على أنواع العسل وغيره من الأمور، كما أننا نعمل على كسب ثقته عن طريق عرض تشكيلة واسعة من هذا المنتوج النبيل في تعبئة مختلفة، حيث عمدنا إلى وضع كميات مختلفة من العسل ضمن زجاجات من مختلف الأحجام للسماح لأكبر عدد من الزبائن باقتناء العسل”، يقول السيد خزراجي، مضيفا؛ ”بهذه الطريقة يمكن للزبون اقتناء العسل حسب مقدوره، كما نعتمد في المعارض على تذويق الناس أنواع العسل المتعددة، ومنه يمكن لأي شخص اختيار النوع الذي يريد”. ويشير المتحدث إلى أن هناك 17 نوعا من العسل الذي يعتبر غذاء ودواء في آن واحد؛ ” نعمل خلال المعارض المنظمة على تعريف الناس بهذه الأنواع، كما نحاول أن نبين لهم الفرق بين العسل الطبيعي والمصنع الذي غالبا ما يستورد من الخارج وله استخدامات محدودة لا تتعدى طلي الخبز به أثناء فطور الصباح، في حين أن الطبيعي منه غذاء متكامل ودواء للعديد من الأمراض”، يقول إسلام خزراجي، مؤكدا من جهة أخرى على أن هذا القطاع يعاني من مشاكل عديدة، منها ارتفاع كلفة مستلزمات الإنتاج (الضريبة المفروضة على اقتناء وسائل النقل الخاصة بصناديق النحل) والظروف المناخية وقلة المراعي، يقول: ”المربي يتنقل بين ربوع الوطن كافة بهدف إيجاد مراعي ملائمة لتربية النحل، بالتالي تحقيق منتوج لا بأس به، وهو خلال هذا المسعى يواجه الكثير من الصعوبات، لذلك فإننا في جمعيتنا نشير إلى أن هناك حاجة ملحة للحد من الفوضى التي تسود هذا القطاع وإعادته إلى الطريق الصحيح، بما فيه مصلحة المهنة والمستهلك والاقتصاد الوطني بشكل عام”، يشير المتحدث. وعن أهم المصاعب التي يعاني منها قطاع تربية النحل، يحصرها ممثل جمعية ”مربي النحل لولاية الجزائر” في ارتفاع أسعار متطلبات تربية النحل، وضعف التسويق في ظل المنافسة غير الشريفة للعسل المغذى بالمحلول السكري أو العسل المستورد الذي يباع على أنه طبيعي، ”هنا نحذر المستهلك من أولئك الباعة المتجولين الذين يعمدون إلى وضع قطعة من ‘الشهْدة' ونحلة ميتة داخل عبوة العسل للتأثير على المستهلك والتظاهر بأنه يسوّق عسلا طبيعيا 100%، كما نحذره من الباعة الذين يطرقون الأبواب حاملين قفة بها زجاجات عسل مؤكدين بشأنها أنها عسل طبيعي صاف، ونوجهه إلى النحالين الذين يعملون في تربية النحل وجمع العسل إن كان فعلا يريد اقتناء منتوج طبيعي للغذاء أو للتداوي”، يقول ممثل الجمعية. من جهة أخرى، يعترف المتحدث بارتفاع أسعار العسل الطبيعي الذي تسميه العامة بالعسل الحر، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى قلة الإنتاج بسبب تغيّر المناخ، فمثلا خلال موسم 2012 كان أعلى سعر سوق به أحد أنواع العسل لا يتجاوز 2600 دينار للكلغ، وفي موسم 2013 ارتفع ليصل حدود 4 آلاف دينار للكلغ، لأن برودة الطقس المسجلة قلصت كثيرا من الإنتاج، يشرح المتحدث، مضيفا أن وضع حد لتدهور مراعي النحل الذي يقلل من المساحة المتاحة لتربية النحل تعتبر مطلبا آخر تنادي به الجمعية من أجل ترقية إنتاج العسل الطبيعي في الوطن، مع أهمية وضع حد للفوضى في عملية تربية النحل التي تؤثر بشكل سلبي على مستقبل هذه الحرفة. تجدر الإشارة إلى أن جمعية ”مربي النحل لولاية الجزائر” نظمت معرض العسل بالبريد المركزي من 14 إلى 20 جانفي، كما تنظم ببلدية الرويبة معرضا مماثلا من 21 إلى 28 من الشهر الجاري، وتعمل على تنظيم معرض مماثل بكل بلديات ولاية الجزائر. وقد لاحظت ”المساء” ذلك الإقبال الواسع للزوار من أجل اقتناء مختلف أنواع العسل، ضمن مسعى تقريب المستهلك من المنتوج المحلي كيفما كانت طبيعته.