نجا فريق مولودية وهران بأعجوبة من إقصاء مرّ من منافسة كأس الجمهورية، في لقاء الدور ثمن النهائي الذي جمعه زوال أول أمس، بنزيل القسم الثاني (هواة) للجهة الشرقية نادي نجم مقرة بملعب المركّب الرياضي ورتال بشير بمدينة المسيلة، حيث افتكّ ”الحمراوة” بطاقة العبور إلى الدورالقادم بفضل ضربات الترجيح التي ابتسمت لهم بواقع (4/ 3). فسيناريو المباراة بوقتيها الرسمي والإضافي، كشف عن معاناة كبيرة للوهرانيين أمام ”الصغير” مقرة، الذي كان مصمما على تفجير مفاجأة من العيار الثقيل في وجوههم، وإخراجهم من سباق الكأس، وهم المعروفون بأنهم أصحاب تقاليد كبيرة فيها، وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ذلك لولا الإفريقي داغولو، الذي أقبر أفراح وأماني أنصار ممثل ولاية المسيلة، بهدف التعادل الذي سجّله في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، بواسطة قذفة قوية داخل مربع العمليات، هزمت الحارس البارع بومعزة، الذي كان استبسل طيلة 91 دقيقة، مدافعا عن الأسبقية في النتيجة التي كانت لمصلحة فريقه منذ الدقيقة الأولى، بفضل رأسية المهاجم مجذوب، الذي كان تلقّى فتحة على المقاس من زميله سعود. وقد أظهر نجم مقرة ندّية كبيرة دلت على استعداده الجيد تحت قيادة مدربهم بلعرج، والتحفيزات الكبيرة والمتواصلة التي تلقّاها طيلة الأسبوع من لدن السلطات المحلية وأنصاره الكثيرين؛ قصد الإطاحة بالمولودية الوهرانية، وحتى إن لم يبلغ قصده بدخول تاريخ منافسة الكأس من بوابة ”الحمراوة”، إلا أنه خرج مرفوع الرأس من أمامهم بعدما أسال لهم العرق البارد، وكم من مرة كاد مهاجموه رفع حصة التسجيل على مدارالشوطين في الدقيقة ال9 عن طريق سعودي، بهلول في الد 61، وميهوبي في الد86، وحتى حارسهم بومعزة سجّل حضوره وبقوة في صد الحملات الخطيرة لمهاجمي المولودية، كما فعل في الد6 بعد قذفة عواد، وكوريبة في الد 22، وبن يطوفي الد47، وهشام شريف في الد76، فقط القذفة القوية للمهاجم بوعيشة في الدقيقة ال63 التي بقي فيها دون حراك، وعليه شكر القائم الأيمن الذي ناب عنه في ردها، ورغم ذلك فهذا الحارس الشجاع لا يلام هو وفريقه؛ لأنهما أديا ما كان مطلوبا منهما، والحظ الذي يلعب لعبته في منافسة الكأس هو الذي خذلهم في ركلات الترجيح، وفضّل عليهم مولودية وهران، التي تبقى في السباق إلى إشعار آخر.
الآمال على خطى الأكابر وليس الأكابر وحدهم من عبروا بسلام إلى الدور القادم من منافسة السيدة الكأس، بل كذلك تشكيلة الآمال التي سارت على نفس الطريق، حيث انتزع أشبال الثنائي شريف الوزاني مولاي وعبد القادر بلهادف، تأشيرة التأهل. وبنفس الطريقة (ضربات الترجيح) بعدما انتهى حوارهم مع ضيفهم فريق جمعية الخروب أول أمس بملعب الشهيد أحمد زبانة بالتعادل الإيجابي (1/1). ويأمل شريف الوزاني وبلهادف أن يبلغا بتشكيلة أقل من 21 سنة، المحطة النهائية من هذه المنافسة، تكون تعويضا على مشاركتها المتوسطة إلى حد الآن في البطولة الوطنية، التي وجدت صعوبة كبيرة في التأقلم مع أجوائها بسبب مشاكل عديدة، تتعلق بمستحقات المدربين، وانعدام العتاد الرياضي، ووسائل العمل البيداغوجية، قبل أن يقلع زملاء بوعزة كراشاي بتوفير نزر قليل منها. وكان شريف وبلهادف انسحبا بحر هذا الأسبوع من منصبيهما بسبب كما قالا تدخّل رئيس الفريق يوسف جباري في صلاحياتهما بخصوص قضية اللاعب عزماني، قبل أن تتدخل أطراف فاعلة في المولودية الوهرانية، وتقنعهما بالعدول عن قرارهما والعودة للإشراف مجددا على التشكيلة قبل لقاء الكأس ضد الخروب.