استأنفت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، مفاوضاتهما حول البرنامج النووي الإيراني في خطوة أخرى باتجاه التسوية النهائية لهذا الملف الذي طالما عكر العلاقة بين الدول الغربية وطهران. وتطرق الجانبان في هذه المفاوضات إلى الشق العسكري الذي يكون البرنامج النووي الإيراني قبل حمله في طياته رغم أن إيران نفت بشكل قاطع أي مسعى لها من أجل عسكرة هذا البرنامج بالإضافة إلى إقناع إيران باتخاذ إجراءات ملموسة لإضفاء الشفافية على أنشطتها النووية بما يسمح للغرب بقطع كل شك حول نوايا إيران لامتلاك السلاح النووي. وفي هذا السياق، أجرى فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة المفتشة تيرو فرجورانتا مباشرة بعد وصوله إلى طهران محادثات مع المسؤولين الإيرانيين المكلفين بالملف النووي. ويندرج اللقاء في إطار خارطة الطريق التي وضعتها الوكالة شهر نوفمبر الماضي والمتضمنة لست مراحل يتوجب على إيران استكمالها. وقال يوكيا امانو مدير الوكالة الدولية إن أولى المراحل تتمثل في السماح لخبراء الوكالة بزيارة إلى مفاعل أراك المختص في إنتاج الماء الثقيل بينما تشمل المرحلة الثانية البدء في مفاوضات لبحث مختلف المسائل الصعبة من دون أن يحدد المسؤول الاممي ما إذا كانت إيران التزمت بكل ما تضمنته خارطة الطريق أم لا. غير أن بهروز كمال فاندي المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية كان ربط مسألة التعاون مع الوكالة الدولية بالإجراءات التي ستتخذها هذه الأخيرة خلال الأشهر الثلاثة القادمة. وانتهجت إيران منذ تولي الرئيس الإصلاحي حسن روحاني سدة الحكم سياسة تقارب مع الغرب ودول الخليج وأبدت إرادة لتسوية أزمة ملفها النووي الذي دام لسنوات. ووجد الرئيس الإيراني من يدعمه في سياسته الخارجية الجديدة في ظل تجديد المرشد الأعلى آية الله خامينائي أمس ثقته فيه وطالبه بالتسامح مع المسؤولين السياسيين الذين انتقدوه على الاتفاق النووي الذي وقعه شهر نوفمبر الماضي مع القوى الغربية العظمى. وجاءت تصريحات خامينائي في الوقت الذي تواجه فيه السلطات الإيرانية انتقادات متصاعدة من قبل النواب المحافظين.