يبدو أن القبضة ستعود مجددا بين الغرب وإيران بعد تأكيد هذه الأخيرة عدم تخليها عن مفاعل أراك الذي يثير قلق الغرب، وأكثر من ذلك، اعتبره خطا أحمر بالنسبة لها في المفاوضات النووية مع القوى العظمى. وقال علي أكبر صالحي، رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، "أن المسؤوليين الغربيين لا يريدون لإيران أن تمتلك مفاعلا للماء الثقيل بأراك". وأضاف أن "هذا معناه أنهم يريدون حرماننا من حقنا ولكنهم عليهم معرفة أن ذلك خط أحمر مثله مثل تخصيب اليورانيوم". وبينما أكد المسؤول الإيراني أن "مفاعل أراك لا ينتج البلوتونيوم القابل للاستخدام في صناعة القنبلة الذرية" إلا أنه أشار إلى أن بلاده تنوي إنشاء مفاعلات أخرى للماء الثقيل. يذكر أن هذا المفاعل الذي يقع على بعد 240 كلم إلى جنوب غرب طهران شكل نقطة خلاف حادة بين الطرفين خلال المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. وكانت إيران وافقت في إطار الاتفاق النووي المبرم بينها وبين مجموعة "5+1" في 23 نوفمبر الماضي على عدم مواصلة أنشطتها في مفاعل أراك الذي تؤكد الدول الغربية أنه يمكن إيران من إنتاج مادة البلوتونيوم المشع القابل للاستخدام بعد معالجته في صناعة القنبلة الذرية. وتضاربت التأويلات بشأن الاتفاق النووي بين إيران التي اعتبرته اعترافا غربيا صريحا بحقها النووي ودول غربية رأت أنه حد لتطوير البرنامج النووي الإيراني. ولا يزال الاتفاق المؤقت يثير ردود فعل مختلفة، حيث اعتبرته صحيفة "الغارديان" البريطانية في عددها أمس أنه قد يؤدي إلى إعادة رسم خارطة سياسية جديدة في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد اضطرابا خاصة في حال نجاحه على المدى الطويل. وذكرت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الالكتروني أن الاتفاق سيقدم "فرصة كبيرة لتغيير التحالفات التي تهيمن على السياسات حيال منطقة الشرق الأوسط". وأضافت أنه في سياق "الانقسام المتنامي بين المسلمين الشيعة والسنة في منطقة الشرق الأوسط والذي تأجج بفعل الصراع الدائر في سوريا" ساهم الاتفاق في "الحد من خطر هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية في إيران التي فرضت عليها الولاياتالمتحدة عقوبات". كما أشارت إلى أن "الانجاز الأول والأكثر وضوحا لهذا الاتفاق يتمحور في أن الدبلوماسية التي أدت إلى التوصل إلى هذا الاتفاق المؤقت تمثل أول إشارة على أن الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني ربما رأى الآن فائدة من الحلول التي تأتي من خلال التفاوض". لكن الاتفاق الذي رحبت به المجموعة الدولية نظرت إليه دول الخليج العربي بعين الريبة والشك إلى درجة دفعت بإيران إلى بعث رسائل طمأنة باتجاه جيرانها العرب للتأكيد بأن الاتفاق يخدم مصلحة دول الخليج. وهي الرسالة التي حملها وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، خلال زيارته أمس، إلى الكويت في نفس الوقت الذي أبدى فيه رغبته لزيارته المملكة العربية السعودية. وقال ظريف بعد لقاء نظيره الكويتي، الشيخ صالح خالد الصباح، أن "تسوية النووي الإيراني يخدم مصلحة كل دول المنطقة". وأضاف "كونوا مطمئنين هذا الاتفاق يخدم استقرار وامن المنطقة".