أكدت رئيسة حزب العدل والبيان نعيمة صالحي، أن تشكيلتها السياسية تبقى مفتوحة على القوى الفاعلة في المجتمع، لتنسيق جهودها مع الحاملين لمشروع المحافظة على السلم واستقرار البلد، داعية إلى التزام الحكمة والتعقّل، لاسيما خلال المرحلة التي تسبق الانتخابات الرئاسية لأفريل القادم؛ لكونها حساسة تستدعي تغليب المصلحة العليا للوطن. وأوضحت صالحي خلال إشرافها على أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب التي انعقدت أمس السبت بقاعة المحاضرات للمركز الدولي للشباب بسيدي فرج (غرب العاصمة)، أن حزب العدل والبيان يفتح أبوابه لكافة التشكيلات السياسية الأخرى لتنسيق جهودها وضبط أجندتها لمناقشة واختيار مرشح الإجماع؛ تحسبا للرئاسيات المقبلة. وأضافت المتحدثة في هذا الإطار، أن حزبها يولي أهمية كبيرة لهذا الاستحقاق الرئاسي، الذي يُعد موعدا سياسيا آخر لتجسيد التغيير الفعلي والشامل، وإضفاء ديمقراطية أكثر على المشهد السياسي العام، مؤكدة أنها لا تؤمن بسياسة الكرسي الشاغر ولا بمقاطعة مثل هذه المواعيد السياسية؛ باعتبار ذلك تضييعا لفرصة التغيير وإبداء الرأي والمساهمة ولو بطريقة غير مباشرة، في التزوير والتلاعب بأصوات الناخبين. وقالت في هذا الإطار: "إن مقاطعة الانتخابات الرئاسية لاسيما في هذا الظرف الحساس، لا تخدم المصلحة العامة بقدر ما تخدم المشوّشين وأصحاب المصالح الشخصية والضيّقة ممن يتحيّنون الفرص لضرب استقرار وأمن الجزائر". ودعت المتحدثة في هذا السياق إلى ضرورة توحيد صفوف كافة الفعاليات السياسية، والعمل على تنسيق أفكارها ورؤاها للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، مشددة بالمناسبة على عدم تفويت الفرصة لممارسة هذا الحق الدستوري. كما طالبت بتوفير كافة الضمانات والشروط الضرورية لحسن سير العملية الانتخابية في شفافية ونزاهة تامتين. وعبّرت المسؤولة الحزبية عن رفضها التام للتشكيك في دور المؤسسة العسكرية والجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، في حماية الوطن والدفاع عن حدوده وسيادته، معتبرة أن أي تشكيك في هذه المؤسسة الأمنية العريقة يُضعف صورة الجزائر خارج الوطن، ويدفع إلى الشك أكثر في مصداقية مؤسساتها الأمنية والعسكرية. وأوضحت أن مؤسسة الجيش الوطني الشعبي ستبقى واحدة موحدة مهما تعالت الأصوات المشكّكة في مصداقيتها. وفي ردها على أسئلة الصحافيين حول إضراب قطاع التربية، دعت رئيسة الحزب إلى ضرورة التزام طرفي النزاع (وزارة التربية والنقابات المضربة) بحوار جاد وموسَّع بين الطرفين، ينهي معاناة التلاميذ الذين يهددهم شبح السنة البيضاء،على حد تعبيرها، مذكرة بأن التلاميذ هم وحدهم من يدفع ثمن هذا الانسداد الذي يشهده قطاع التربية الوطنية. كما ثمّنت جهود العقلاء ودعاة الخير في إخماد نار الفتنة التي عرفتها مدينة غرداية، على إثر الاحتجاجات التي عرفتها المنطقة مؤخرا، معتبرة أن الولاية تبقى مثالا للتعايش والتصالح والتآخي بين مختلف الآراء والأفكار والمذاهب مهما حاول البعض التشويش على هذه المنطقة الأصيلة. وفيما يتعلق بندرة المواد الغذائية، خاصة مادة حليب الأكياس، أوضحت رئيسة حزب العدل والبيان أن المشكل يكمن في غياب الثقافة الاستهلاكية لدى بعض المواطنين، إلى جانب تسبب بعض الأطراف في هذا المشكل، والتي تتحيّن الفرص مع اقتراب كل موعد انتخابي؛ خدمةً لأغراض شخصية. وعلى الصعيد الدولي، عبّرت المتحدثة عن أسفها الكبير لتعثر الجلسة الثانية للمفاوضات بين أطراف الأزمة السورية التي نُظمت في إطار مؤتمر جنيف2، معتبرة أن هذا الإخفاق في إيجاد حل سلمي سريع لهذه الأزمة، سيطيل عمر معاناة الشعب السوري، المتطلع إلى غد أفضل يسوده السلم والأمن والطمأنينة. وفي الأخير، جدّدت مسؤولة الحزب تعازيها الخالصة لعائلات ضحايا الطائرة العسكرية التي سقطت بأم البواقي، معتبرة هؤلاء شهداء الواجب الوطني الذين افتقدتهم الجزائر، داعية الله عز وجل أن يتغمد أرواحهم الطاهرة برحمته الواسعة.