يحتضن قصر الثقافة والفنون لمدينة سكيكدة منذ أول أمس الثلاثاء، فعاليات الأيام الوطنية للسينما المحترفة بحضور ألمع الوجوه السينمائية الجزائرية؛ من مخرجين وممثلين إضافة إلى جمع غفير من عشاق الفن السابع، الذين سيكونون وعلى مدار أسبوع كامل، على موعد مع عدد من الأفلام الجزائرية كفيلم ”أرخبيل الرمال” للمخرج الغوثي بن ددوش، والذي يُعرض لأول مرة، وفيلم ”الرفض” لمحمد بوعماري، و«مال وطني” للمخرجة فاطمة بلحاج، و«زهرة اللوتس” لعمّار العسكري، و«دوار النساء” لمحمد شويخ و«الجارة” لغوثي بن ددوش. وتميزت مراسيم افتتاح التظاهرة الفنية التي يأمل من خلالها عشاق الفن السابع بسكيكدة أن تصير تقليدا، بتقديم عرض لشريط وثائقي يتطرق لتاريخ السينما الجزائرية، قام بإخراجه المخرج عمار رابية، ثم بعدها تم عرض فيلم ”أرخبيل الرمال” عن سيناريو لمراد بوربون وإخراج غوثي بن ددوش. والفيلم حسبما صرح به هذا الأخير ل ”المساء”، تدور أحداثه سنة 1940، ويتطرق لوحشية الاستعمار الفرنسي وما كابده الجزائريون من عنف واضطهاد وكذا عن مدى التفاف هذا الشعب رغم تلك الظروف حول دينه الإسلامي. كما صوّر الفيلم التأثير الإيجابي الذي تركته البيئة الصحراوية في نفسية بعض الأجانب ك (نصر الدين دينيه) كمثال، وكذا كل الفرنسيين الذين كانوا يعيشون كأشخاص جنبا إلى جنب المجتمع الجزائري؛ حيث استلهمتهم تلك الحياة البسيطة التي كان يحياها الجزائريون، وما زادهم إعجابا هو تسامحهم الديني مع هؤلاء الفرنسيين بخلاف الاستعمار، الذي بذل كل ما في وسعه لإبعاد الشعب عن مقوماته الأساسية لشخصيته الوطنية؛ حتى يتسنى له احتلال الجزائر كلها بما فيها الصحراء، مضيفا أن أحداث الفيلم يمكن أن تكون أيضا صورة لما تعيشه العديد من المجتمعات، التي ماتزال تعيش على وقع العنف والظلم والقهر والقمع.أما عن سبب عدم تسويق هذا الفيلم إلى حد الآن على الرغم من أن تاريخ إنتاجه يفوق خمس سنوات، فقد أرجعه المخرج إلى مشكل إداري، معربا عن أسفه على ذلك. للتذكير، فقد تم برمجة نقاشات مع بعض المخرجين كعمار العسكري وغوثي بن ددوش وأبطال بعض الأفلام المعروضة، كآمال حيمر وبهية راشدي. كما تتخلل هذه الأيام تنظيم مائدة مستديرة حول وضعية السينما الجزائرية آفاق ومستقبل وكذا السينما في ظل العولمة.وبموازاة ذلك، فقد احتضن بهو قصر الثقافة والفنون لسكيكدة، معرضا خاصا بالصور والملصقات التي تلخّص مسيرة خمسين سنة من حياة السينما الجزائرية الوطنية.