يوم أعلنت روسيا والصين الفيتو في مجلس الأمن الدولي في قضية أحداث سوريا، كانت أول ضربة لجموح القطب الأحادي، وأول خطوة في اتجاه تحرير المجتمع الدولي من ديكتاتورية القطب الأوحد إلى عالم متعدد الأقطاب، وكان لبروز دول البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون دور داعم لهذا التوجه، وكان من نتائجه كبح انتشار ما يسمى ب«الربيع العربي” من خلال المطالبة بالعودة إلى الشرعية الدولية وعدم التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، ونحن اليوم - كما يرى خبراء السياسة- مقبلون على تشكل عالم جديد سيشهد أفول هيمنة القطب الواحد، وبزوغ عالم متعدد الأقطاب، يكون من نتائجه إعادة التوازن الدولي، يكون فيه متنفس للدول النامية لتخليص نفسها من هيمنة الاستعمار الجديد الذي يسعى للإطاحة بالأنظمة، وزرع الفوضى ليتمكن من الانقضاض على الفريسة. إن نظرية أكاديميات التغيير السلمي أصبحت مفضوحة،، تظاهرة سلمية، يخترقها مندسون، يطلقون النار على المتظاهرين، ويلصقون التهمة بشرطة مكافحة الشغب، ثم دعوة المجتمع الدولي للتدخل (القوى الغربية)، ويصبح لهذا الشعب (المستعمر سابقا والذي عانى لسنوات طويلة من صنوف القمع والتعذيب والتنكيل)، دول صديقة تدافع عنه، وتعقد المؤتمرات، لدعمه ضد جزء من أبنائه.. هذه النظرية أصبحت اليوم مكشوفة، وخير دليل ما وقع في ليبيا واليمن وسوريا إلخ.. ونحن في الحزائر اكتوينا بنار الإرهاب ولا أظن أن أبناء ضحاياه يرضون بأن يكونوا حطبا لنار الفتنة ووكلاء لغرف سوداء خارجية، فقد نختلف بيننا، إلا أننا لا نسمح لأي كان أن يستغلنا لتمرير أجندته.