اتهم المترشح الحر علي بن فليس أمس الأطراف المكلفة بتسوية أزمة غرداية، بعدم إلمامهم بالأسباب الحقيقية لهذه الأزمة، متعهدا أمام سكان متليلي وسكان بلدية بنورة، بأنه في حال انتُخب رئيسا للجمهورية، سيأتي إلى غرداية، ولن يغادرها حتى يتوصل إلى الحلول النهائية والحقيقية التي تعيد الطمأنينة والسكون لهذه الولاية. حسب السيد بن فليس الذي تعمّد تنشيط لقاءين شعبيين مع ممثلي المجموعتين المالكية والإباضية، فإن المشكل الحقيقي المطروح بغرداية وبغيرها من الولايات، التي تعرف من حين لآخر أحداثا دامية، يرتبط بأزمة غياب الشرعية لدى أولئك المكلفين بإيجاد الحلول، مشيرا إلى أن “هؤلاء يتمتعون بقصر النظر في البحث عن الأسباب الحقيقية لتلك المشاكل، ولا يعرفون كيف يستبقون الأزمات”. وأشار المترشح إلى أن “حل الأزمة في غرداية لا يتم بالوعود الواهية والمجاملات، وإنما بالصدق وبالاعتراف بحق المواطنة للجميع، وتفادي التركيز على جانب من الحل، كإقرار الحل الأمني لكل المشاكل دون فهمها”، فيما جدّد بالمناسبة رفضه لتبرير ما يقع من أحداث مأساوية في المنطقة، ب “تأثير اليد الأجنبية وتفشي المخدرات”، معتبرا ذلك مساسا بوطنية أهل غرداية، وتشكيكا في إخلاصهم وحبهم للجزائر. ودعا المترشح الحر الذي شكّلت عاصمة الميزاب محطته الحادية عشرة، في حملته الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل 2014، سكان غرداية إلى مساعدته في تجسيد مشروعه الوطني؛ “لتجديد الجزائر وإعادة وضعها على السكة، وفق أسس سليمة وشرعية، ولا يكون فيها مكان للتزوير والتلاعب بإرادة الشعب”.
رد الاعتبار للحق في المواطنة وتمكين الشباب من المسؤوليات والتزم المترشح الحر أول أمس أمام أنصاره بتلمسان وسيدي بلعباس، برد الاعتبار للحق في المواطنة؛ من خلال بناء دولة قوية تستمد شرعيتها الكاملة من سيادة الشعب. كما اعتبر الحل لكل المعضلات والمشاكل التي تعاني منها الجزائر، يأتي من الأغلبية الساحقة من الشعب، والمتمثلة في فئة الشباب، مؤكدا أنه في حال زكّاه الشعب رئيسا للبلاد، سيعمل على “تمكين الشباب من تقلد مناصب المسؤولية”. وركز المترشح الحر خطابه الذي ألقاه في التجمع الشعبي العاشر الذي نشّطه بدار الثقافة عبد القادر علولة بولاية تلمسان، على قطاع التربية، ووضعية المدرسة بشكل خاص ولو أنه اعتبر أن الأزمة المطروحة أمام الجزائريين متعددة الأبعاد، وتمس مختلف القطاعات ومجالات الحياة، مقدرا أنه “رغم ما تم إنجازه في مجال قطاع التربية الوطنية، إلا أن حال الأسرة التربوية لا تبشر بالخير، حتى إن المعلم أصبح مظلوما. وأكثر من هذا، تواجَه مطالبه بالقمع والعنف، في وقت يُفترض الاستماع لانشغالاته في إطار الحوار والتشاور”، على حد تعبيره، معربا عن رفضه للطرح القائل بأن المدرسة الجزائرية ساهمت في نشر الفكر الذي أدى إلى الإرهاب. وقال المترشح الحر مخاطبا أنصاره في إطار اليوم الخامس للحملة الانتخابية لرئاسيات 2014، “لو تمنحونني ثقتكم يوم 17 أفريل القادم، ألتزم أمامكم اليوم وأمام الشعب الجزائري برد الاعتبار للحق في المواطنة؛ من أجل بناء مجتمع مدني قوي”، مضيفا في نفس السياق: “لست طامعا في كرسي أبديّ، ولا أريد حكما تسلطيا، ولكني في المقابل سأسعى إلى وقف السلوكات السلبية وغير الشرعية في تسيير مؤسسات الدولة، وأسعى إلى بناء ديمقراطية حقيقية وتعددية حزبية ونقابية فعلية”. من جانب آخر، اعتبر المتحدث أن “الجزائر تعيش أزمة متعددة الأبعاد، تعود أسبابها إلى فشل السياسات المتّبعة منذ 25 عاما”؛ في إشارة إلى مرحلة دخول البلاد في عهد البناء الديمقراطي؛ حيث تعثر، حسبه، مشروع التغيير، الذي جاء ليُخرج البلاد من عهد الأحادية الحزبية. وأوضح بن فليس أن أول خطوة في مشروعه “الذي يحمل التجديد والحل للأزمة التي نعيشها، هو الدستور التوافقي الذي يقترحه في برنامجه، وكذا مقترح حكومة الوحدة الوطنية”. كما جدّد بالمناسبة الإعلان عن مقترحه لإعادة النظر في التقسيم الإداري الحالي، لاستحداث بلديات ودوائر جديدة، تمكّن من تفعيل التنمية وتوزيعها بشكل متوازن على جهات الوطن”، ليخلص بتلمسان إلى أنه سيواصل معركته الانتخابية في كل الولايات، مشددا، في نفس السياق، بالقول: “هذه المرة لن أسكت عن التزوير إن حصل”. وقبل ذلك، نشّط بن فليس الذي يترشح لثاني مرة في الانتخابات الرئاسية بعد تجربته في 2004، تجمّعا شعبيا بالقاعة متعددة الرياضات لمركّب 24 فبراير بسيدي بلعباس، اعتبر فيه “الحل لكل المعضلات والمشاكل التي تعاني منها الجزائر، يأتي من الأغلبية الساحقة من الشعب، المتمثلة في فئة الشباب”، ومؤكدا بأنه في حال شرّفه الشعب بتزكيته رئيسا للبلاد، سيعمل على “تمكين الشباب من تقلّد مناصب المسؤولية وقيادة مراكز القرار، مع الحرص على تحقيق المساواة التامة بين الجنسين في كافة ميادين التكوين والتعليم والنشاط”. وانتقد بن فليس السياسات المتّبعة إلى حد الآن في الجزائر، للتكفل بمشاكل الشباب، واعتبرها “سياسات غير ناجعة وفاشلة”. وفيما اعتبر الحرمان الذي تعاني منه أغلبية الشعب مصدرا للتفكك الاجتماعي، أشار المترشح إلى أن “الأدهى في أمر تسيير مشاكل الشباب والشعب عامة، هو أن الدولة التي لا تملك أجوبة شافية لهذه المشاكل، تعتبر بأنها على صواب”، مؤكدا في هذا الصدد أنه لا يمكن أن يفهم مشاكل الشباب إلا الشباب أنفسهم؛ ما يقتضي، حسبه، تمكين هذه الفئة من تسيير شؤون المجتمع. كما تعهّد بن فليس بإعادة توزيع الثروة بشكل عادل، وفقا للاحتياجات المدروسة لكل بلدية من بلديات الوطن، مشيرا إلى أنه سيعمل على تفعيل كافة آليات تشغيل الشباب، وتسهيل اقتحامهم سوق العمل عبر تحسين إجراءات التكوين المستمر، ورفع كل العراقيل التي تعترض المستفيدين من الآليات العمومية للتشغيل وإنشاء المشاريع. والتزم أيضا في إطار ما يعرضه من برنامج لرئاسة البلاد، بتطهير محيط الأعمال والاستثمار، ومنح التسهيلات لكل المتعاملين دون تمييز، لتطوير نشاطاتهم الاقتصادية، وتمكين المؤسسات من تشغيل الشباب طالبي العمل، ليدعو في ختام خطابه سكان سيدي بلعباس، إلى التصويت بقوة لصالح برنامجه، مؤكدا أن رغبتهم في التغيير ستتحقق لهم بالصندوق وبالديمقراطية السلمية، التي ترتكز على قواعد ثابتة ومعروفة، على حد تعبيره. غردايةتلمسان - سيدي بلعباس: م / بوسلان