دعا مرشح جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، بوهران، إلى ضرورة تخصيص دراسة هندسة معمارية معمقة لإعادة ترميم السكنات وقطاع العمران بوجه عام بهذه الولاية الساحلية الرائدة في المجال السياحي بمنطقة الغرب الجزائري. واصفا واقع العمران بالمدينة بالكارثي لاسيما ما تعلق بالبنايات الهشة والقديمة التي لم تعط لها الأولوية منذ عدة سنوات. وشدّد بلعيد في تجمع شعبي نشطه، أمس، بدار الثقافة “السعادة” بوسط المدينة، في إطار اليوم الثالث عشر للحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل 2014، على ضرورة توحيد جهود كافة المعنيين من خبراء ومعماريين ومسؤولين محليين لحماية البنايات القديمة الآيلة للانهيار، لاسيما بالمدينة القديمة التي شيّدت أثناء فترة الاحتلال الفرنسي، مبديا أسفه الكبير للوضعية المزرية التي أضحت تميّز بنايات وشوارع وعمارات المدينة، والتي لابد أن يعاد لها الاعتبار لكونها جزءا من تاريخ الحضارات المتعاقبة على المنطقة، كما قال. وأضاف المتحدث، موضحا بلغة الأرقام، أن وهران أصحت تحصي اليوم أكثر من 11 ألف بيت قصديري وأكثر من 5400 منزل مهدد بالانهيار، إلى جانب 54000 عمارة وبناية تحتاج لعملية ترقيع وإصلاح شامل، كما تشهد الولاية انهيار ما يقارب 300 منزل سنويا بمعدل منزل واحد في اليوم. مبرزا ضرورة تكثيف الجهود أكثر لتدارك هذا الوضع الذي تزداد خطورته، مما ينعكس سلبا على واقع السياحة والخدمات الفندقية والسياحية بعاصمة الغرب الجزائري. وأكد في هذا السياق، أن البرنامج السياسي الذي تقدّم به في إطار الانتخابات الرئاسية المقبلة، يهتم بشكل شامل بواقع الهندسة المعمارية وضرورة تحسين الجانب الجمالي والسياحي لولايات القطر الوطني بما فيها ولاية وهران. هذه الأخيرة التي تعتبر جوهرة السياحة والفندقة بغرب الوطن بامتياز بالنظر لمناظرها الخلابة وتموقعها بمحاذاة الشريط الساحلي أو ما يعرف بالكورنيش -على حد تعبيره- مضيفا أن تحقيق الأهداف المسطرة على ضوء هذا القطاع، لايتوقف على السلطات العمومية لوحدها وإنما بإشراك جهود كل القوى الفاعلة من خبراء ومعماريين وتقنيين ومكاتب دراسات، وإلى جانب المقاولين ورجال الأعمال القادرين على الاستثمار الأمثل في هذا المجال الحيوي. وفيما يتعلق بموضوع السكن بالجزائر، طالب المترشح لرئاسة الجمهورية بضرورة إعادة الاعتبار لأول خلية في بناء المجتمع “البلدية” من خلال إعادة منحها كل الصلاحيات القانونية والإدارية في توزيع السكنات بمختلف صيغها وأنواعها، تفاديا لاستمرار الأساليب الملتوية وغير القانونية في عمليات التوزيع، الأمر الذي يؤدي في كل مرة إلى احتجاجات شعبية بسبب تبعات هذه الممارسات. كما رافع من أجل سياسة تشغيل مثالية ودائمة للشباب لاسيما حاملي الشهادات الجامعية، مشيرا إلى الفشل المتواصل لكل السياسات المنتهجة في إطار ترقية التشغيل ومحاربة البطالة، إلى جانب المشاكل التي ترتبت عن مشاريع “أونساج” التي لم يتمكن غالبية المستفيدين منها من تسديد ديونهم وقروضهم المالية. داعيا إلى ضرورة محاربة المحسوبية والجهوية الضيقة والرشوة والفساد في تسيير مختلف المشاريع التنموية، مذكرا بأن تحقيق التنمية والرقي في المجتمع لن يتأتى إلا من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. كما دعا أصغر مترشح للاستحقاقات الرئاسية المقبلة، أول أمس الخميس، بتلمسان، إلى ضرورة تعزيز الدور السياسي والاقتصادي للجزائر على الصعيد الخارجي، بما يساهم بشكل مثالي في استكمال بناء اتحاد المغرب العربي وتقوية علاقات الصداقة مع بلدان الجوار. وأكد مرشح جبهة المستقبل في تجمع شعبي نشطه بدار الثقافة عبد القادر علولة بالمدينة، أن الجزائر لديها من الخبرة السياسية والإمكانيات الاقتصادية والمالية ما يجعلها رائدة في العالم العربي لمواصلة بناء صرح المغرب العربي بما يتماشى ومصالح كل دولة. مذكرا بالوضع العسير الذي تمر به الجزائر على مستوى المناطق الحدودية من أزمات سياسية وأمنية. وهو ما يتطلب، حسب عبد العزيز بلعيد، توحيد كل الجهود للتصدي لانعكاسات هذه الأزمات. كما قال في السياق، أن الجزائر تتطلع لبناء علاقات جوار وتعاون قوية ومتينة مع كافة الدول، مع مراعاة المصالح الاستراتيجية لهذه الأخيرة. مذكرا بأهمية إرساء قاعدة متينة للتكفل بالشباب الذين صاروا صحية للآفات الاجتماعية كالمخدرات والحرقة والانحراف.