دعا الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي أمس المترشحين للانتخابات الرئاسية، إلى الابتعاد عن “الخطاب السياسي الفارغ”، والذي طغى عليه الانحراف والسب والشتم والاهتمام أكثر بالقطاع الاقتصادي والمالي للبلاد، مشيرا إلى أن سبب عزوف المواطنين عن متابعة مجريات الحملة الانتخابية التي دخلت يومها ال 17، راجع إلى كثرة الكلام الجارح، وابتعاد بعض المترشحين وممثليهم عن الواقع، مقترحا على مديري الحملة الانتخابية، توجيه الخطابات خلال الأيام الأخيرة من عمر الحملات، للحديث عن المخطط الخماسي ل “2015 /2019”، وإبراز سبل النهوض بالصناعة، وتوظيف الشباب الذين يمثلون نسبة 65 بالمائة من المجتمع الجزائري. وأكد الخبير الاقتصادي في تصريح للقناة الإذاعية الأولى أمس، أنه تابع عن كثب خطابات المترشحين لرئاسة الجمهورية منذ بداية الحملة، ليجدها، على حد تعبيره، “ضعيفة”؛ مما جعل الشارع يعزف عن متابعة الحملة الانتخابية التي غابت عنها لغة الأرقام رغم كل الإمكانات المالية والبشرية والموارد الطبيعية التي تتوفر عليها الجزائر؛ فلا مترشح يقول سراي تعرّض بالتحليل للميزان التجاري والتجارة الخارجية للجزائر، كما لم يتم التطرق للسياسة الاقتصادية المقبلة وما إذا كانت ستبقى مرتكزة كليا على المحروقات، وهي المواضيع الحساسة التي تهم المجتمع؛ من منطلق أنها تتطرق لمستقبل الجزائر في ظل التكتلات الاقتصادية الكبرى ومختلف الأزمات التي تمر بها أكبر دول العالم. وأرجع سراي سبب عدم تطرق المتنافسين على كرسي المرادية للملفات الاقتصادية، إلى طريقة تنظيم الحملة الانتخابية وعدم استشارة الخبراء والمختصين مما جعل الحديث “ينحرف” عن مساره ويبتعد عن الاستشراف والتخطيط، وهو الأمر الذي يجعلنا نحن الخبراء نطالب بضرورة استدارك الأمر خلال الأيام المتبقية من عمر الحملة والاهتمام أكثر بالقطاعات التجارية والصناعية والمالية، مع الرجوع إلى الأرقام المعلن عنها من طرف مختلف الهيئات المختصة لبناء قاعدة وبرنامج اقتصادي قوي من شأنه إعطاء مكانة للجزائر مستقبلا. وعلى صعيد آخر، أشار الخبير سراي إلى أن إهمال المترشحين للغة الأرقام في تجمعاتهم الشعبية مرده إلى تخوفهم من ردة فعل المواطنين ممن يخالفونهم النظرة الاقتصادية المقترحة، وعليه تم اختيار “الصمت” على عدة أشياء لضمان اكبر عدد من الأصوات، مستثنيا مترشحين اثنين -رفض الخبير الإفصاح عن اسميهما- تطرقا إلى بعض الملفات الاقتصادية والتربوية والصحية، أما البقية فضلت الخطابات “الرنانة” البعيدة كل البعد عن الواقع الاجتماعي وهي طريقة لا تخدم الصورة الحقيقة للجزائر. كما اعترف الخبير بأن طريقة سير الحملة الانتخابية وتنقل المترشحين بكل حرية ما بين الولايات أعطي درسا للعالم العربي والأفريقي وحتى الأوروبي حول درجة الوعي السياسي والنضج الديمقراطي للجزائريين.