شهدت مراكز الاقتراع بولاية باتنة إقبالا مكثفا من قبل المواطنين في ظل أجواء ميزها التنظيم المحكم. وبلغت نسبة المشاركة عند الساعة الحادية عشرة صباحا، 7.16 بالمائة، وهو ما يمثل ضِعف ما سُجل في نفس الاستحقاقات السابقة؛ مما يوحي بأن سكان الأوراس على درجة كبيرة من الوعي والحس الوطني لأداء واجبهم الانتخابي. وبهذا يكون سكان الأوراس قد عبّروا عن خيارهم الداعم للوحدة الوطنية، وموقفهم الثابت تجاه القضايا المصيرية؛ حيث كان عنصر الشباب حاضرا بقوة في هذا الموعد الانتخابي الذي اعتبره أحد الشباب بداية مرحلة جديدة لضمان الأمن والاستقرار، وتفسيرا ضمنيا لوعي الشباب بمسؤولياته تجاه الوطن، وتعبيرا صادقا عن رفضهم للمساس بوحدة الوطن وسلامة أمنه. وفي الفترة المسائية ارتفعت نسبة المشاركة ب 18.89 بالمائة. كما لوحظ التنظيم المحكم ببعض المراكز، على غرار مركز علي بن طيب، مركز محمد عرعار ومركز الشهيد عيسى فلاح بحي الشهداء. يُذكر في هذا السياق أن مختلف مراكز ومكاتب الانتخاب عاشت ظهر أمس، حركة دؤوبة، وصفها المؤطرون بالعادية؛ حيث أشاروا إلى أن المواطنين يفضلون عادة أداء واجبهم الانتخابي بعد الظهر، وتخصيص الفترة الصباحية لقضاء حوائجهم اليومية. وعلى عكس المواعيد الانتخابية السابقة، فإنه سُجل صبيحة أمس توافد كبير للناخبين بالمناطق الريفية بأقصى شرق وغرب الولاية؛ حيث وُصفت نسبة المشاركة خلال الفترة الصباحية بالمقبولة بدوائر رأس العيون، التي بلغت بها نسبة المشاركة 5.89 بالمائة، ونقاوس 8.7 بالمائة، وأولاد سي سليمان 7.5 بالمائة، علما أن الهيئة بهذه الدوائر الثلاثة بلغت 105694 مسجل. وكان إقبال المواطنين بالمراكز الحضرية الكبرى أقل أهمية في الصبيحة مقارنة بالمناطق الريفية، إلا أنه سُجل بعد الظهر مشاركة واسعة للعنصر النسوي الذي يخصص عادة الفترة الصباحية للقيام بالواجبات المنزلية. يُذكر أن عمليات الاقتراع كانت قد انطلقت، صباح أمس، بالمكتبين المتنقلين بالبلديتين النائيتين بيطام ب 9768 مسجلا، وكيمل ب 2669 مسجلا، وجرت الأمور في ظروف جيدة. من جهة أخرى، خصصت ولاية باتنة خلية إعلام لتسهيل عمل الإعلاميين المكلفين بتغطية الانتخابات الرئاسية؛ حيث وضعت كل الإمكانات اللازمة مثل الأنترنيت وأجهزة الفاكس والخطوط الهاتفية. ولم يتوان المشرفون على هذه الخلية في أداء واجبهم تجاه زملائهم في المهنة، بتمكينهم من كل المعلومات الخاصة بالعملية الانتخابية. كما يتلقى الصحفيون معلومات دورية عن هذه الانتخابات، وبيانات ترصد كل ما له علاقة بسير هذه العملية عبر 61 بلدية و21 دائرة. من جهة أخرى، سجل المواطنون بولاية باتنة، ارتياحهم لنسبة المشاركة في هذه الانتخابات الرئاسية؛ حيث أجمع العديد منهم على أهمية مثل هذه المشاركة، التي اعتبروها ضربة قاضية للمشككين في قدرات وعظمة الشعب الجزائري. وبعد غياب قسري أسهمت فيه الظروف الأمنية في العشرية السوداء، صوّت مواطنو العديد من المناطق النائية بولاية باتنة، بقوة في هذا الاستحقاق. وأجمعوا على أن هذه الاستحقاقات تُعد عرسا حقيقيا، لا سيما أن المنطقة عانت ويلات الإرهاب، ودفعت بالمواطنين إلى الهجرة الجماعية نحو البلديات المجاورة. وفي هذا الصدد، عبّر أحد المواطنين ببلدية لارباع ل “المساء”، عن سعادته للعودة إلى ريفه في العمق الأوراسي؛ من أجل تأدية واجبه الوطني، معتبرا أن هذه الاستحقاقات فرصة حقيقية لدعم الاستقرار ومواصلة البناء والتشييد.