فرض تنظيم "بوكو حرام" الإسلامي المتطرف في نيجيريا، منطقه الإجرامي في شمال البلاد، في وقت عجزت فيه السلطات المركزية في ابوجا عن وضع حد لنشاطاته التي مست المدنيين وحتى الفتيات من طلاب الثانويات. وضمن هذا الانزلاق الأمني أكدت مصادر نيجيرية أمس، مقتل مئات الأشخاص في هجوم نفذه عناصر التنظيم في مدينة غامبورو نغالا بولاية بورنو، على الحدود الكاميرونية والتي تعد المعقل الرئيس لبوكو حرام. وأكد شهود عيان أن عناصر التنظيم قدموا على متن سيارات مدرعة، وقاموا بإضرام النار في سوق المدينة ومقر الجمارك ومحافظة الشرطة وكل المحلات التي صادفوها في طريقهم. وقال نائب محلي، أن عدد القتلى بلغ 300 قتيل بينما أكد شهود أنهم أحصوا جثث مائة شخص ولكنهم توقعوا أن الحصيلة مرشحة للارتفاع لاحقا. وجاءت هذه العملية الجديدة في وقت أصبحت عملية اختطاف 276 طالبة ثانوية من طرف التنظيم المتطرف قضية دولية، بعد أن أكدت العديد من دول العالم استعدادها لمد يد العون للسلطات النيجيرية من اجل تحريرهن. وموازاة مع هذا التحرك الدولي فقد سارعت الشرطة النيجيرية الى عرض مكافأة بقيمة 300 ألف دولار لكل من يدل على تحديد مكان احتجازهن من اجل إطلاق سراحهن. وكان عناصر التنظيم المسلح اقتحموا منتصف شهر أفريل الماضي، إحدى ثانويات ولاية بورنو، وقاموا باختطاف الطالبات اللائي يقمن بالثانوية وفق النظام الداخلي. وقرر الرئيس الامريكي باراك اوباما، إرسال وفد من الخبراء الأمريكيين الى العاصمة أبوجا من اجل مساعدة سلطاتها في عملية البحث عن الطلبات المختطفات، في نفس الوقت الذي أكد فيه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن باريس ستبذل كل ما في وسعها من اجل مساعدة السلطات النيجيرية في ملاحقة الخاطفين وتحرير الطالبات. وذهب الرئيس الأمريكي، إلى حد القول أن عملية الاختطاف غير المسبوقة ستؤثر على منتدى "دافوس الإفريقي" المنتدى الاقتصادي السنوي الذي انطلقت أشغاله أمس، بالعاصمة النيجيرية، ويحضره العديد من الرؤوساء الأفارقة. وكان زعيم التنظيم الإرهابي، أبو بكر شيخو، هدد الأسبوع الماضي في تسجيل فيديو انه يعتزم بيع المختطفات كأيامى وتزويجهن رغما عنهن. وهو التسجيل الذي أثار مخاوف عائلات الطالبات التي ضغطت منذ ذلك الوقت على الحكومة النيجيرية من أجل إطلاق سراح بناتهن.