افتتح مهرجان الجزائر الثاني للسينما المغاربية رسميا، سهرة يوم الأربعاء الماضي بقاعة ”الموقار” بالجزائر العاصمة، بحضور شخصيات فنية وثقافية من بلدان المغرب الكبير، ومن الجزائر تتقدّمهم وزيرة الثقافة السيدة نادية لعبيدي وأعضاء من السلك الدبلوماسي، ولافتتاح التظاهرة تم عرض الفيلم الجزائري ”فاظمة انسومر” لبلقاسم حجاج، وذلك خارج المنافسة. ودعت الوزيرة في كلمتها -التي وصفتها بالكلمة الودية أكثر منها رسمية، على أساس أنها واحدة من العائلة السينمائية الكبيرة بالجزائر- الفنانين إلى مرافقتها في أداء دورها على رأس الوزارة، ذلك أنها ترى بأن المنصب هو تكليف كبير وتشعر بمسؤولية تفعيل الثقافة والإبداع. وفي تدخّل السيدة لعبيدي، الذي كان مفعما بالعفوية، قالت إن الوزيرة السابقة السيدة خليدة تومي قدّمت الكثير للقطاع والمطلوب هو تفعيل الأمور والقيام بنهضة ثقافية يقودها المثقف الواعي والناشط، وأردفت أن الوزارة وحدها غير قادرة على ذلك دون مشاركة المثقفين في تحريك المشهد الثقافي. وتحدثت الوزيرة عن رمزية المهرجان المغاربي للسينما الذي تنظّمه الجزائر، وأكدت أنه يحمل رمزية قوية في العمل المشترك على مستوى المغرب العربي كله، وقالت ”إذ نتقاسم نفس الأحلام ونفس الطقوس والأفكار.. علينا أن نجعل من المغرب العربي الجغرافي كذلك مغربا للأفلام والأحلام والأعمال المشتركة التي تسمح للشباب صناعة السينما والثقافة وتجسيد أحلامهم”، وتابعت السيدة لعبيدي ”نحن هنا وخاصة جيلنا نقوم بمرافقة كلّ الطاقات الهائلة الموجودة في الوطن وفي المغرب الذي نحلم به”. من جهته، رحّب محافظ المهرجان السيد عبد الكريم آيت أومزيان بالحضور والمشاركين في الطبعة الثانية للمهرجان، واغتنم فرصة تدخله لشكر الجهات المساهمة والمموّلة للتظاهرة السينمائية، وورد في دليل المهرجان عن المحافظ اعترافه بأن النجاح الذي تمّ تحقيقه في الطبعة الأولى أسعده، لكنه فرض عليه كذلك الحفاظ على نفس النهج، وأن يكون في مستوى تطلّعات المتتبعين وعلى قدر المسؤولية التي تقتضيها الآمال المشتركة من خلال لقاءات محترفي السينما ومشاريع الشراكة في الإنتاج، وتبادل التجارب والاحتكاك بالجمهور أثناء ندوات النقاش التي تنظم بعد عروض الأفلام المتنافسة لنيل ”الأمياس الذهبي”. وتمّ تقديم أعضاء لجان التحكيم في الفئات الثلاث التي يضمّها المهرجان ويتعلق الأمر بالأفلام الطويلة، القصيرة والأفلام الوثائقية، كما تمّ عرض مقاطع من الأفلام المشاركة للحاضرين. وقدّم المخرج بلقاسم حجاج آخر أعماله والمتمثّل في الفيلم الروائي الطويل ”فاظمة انسومر”، الذي يروي بطولة أيقونة الكفاح الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي، حيث استعرض الفيلم الجانب النضالي لفاظمة انسومر، ساقه المخرج في مسار خيالي لم يخرج عن الوقائع المثبتة تاريخيا، بهدف إثارة الجمهور وتحريك أحاسيسه، باعتماد تقنيات سينمائية في غاية المهارة وشّحت العمل.