دعا سامي سليماني، دكتور مساعد في أمراض ”الروماتيزم” بالمستشفى الجامعي في باتنة، بمناسبة تنظيم الملتقى ال 14 حول أمراض ”الروماتيزم”، إلى إعطاء اهتمام أكبر لهذا المرض من طرف العاملين بقطاع الصحة، لا سيما أن الجزائر تحصي أكثر من 4 ملايين مصاب بمرضى هشاشة العظام والغضروف. يقول الدكتور سليماني؛ تقوم الرابطة الجزائرية لأمراض ”الروماتيزم” ككل سنة، بتنظيم هذا الملتقى للحديث عن آخر الدراسات والبحوث التي لها علاقة بالتشخيص المبكر لأمراض ”الروماتيزم” ومختلف العلاجات المتاحة، وارتأينا تسليط الضوء من خلال الملتقى على الأدوية التي تعطي نتائج إيجابية، وتكون أثارها الجانبية قليلة، خاصة عندما يكون المرض في بدايته. عرف تشخيص داء ”الروماتيزم” في الجزائر، حسب محدثنا، تطورا ملحوظا من خلال استخدام تقنيات متطورة تتعلق بالأمواج الصوتية والإشعاعية، ناهيك عن انتشار المراكز الخاصة بالتشخيص، أي كلما كان تشخيص المرض في مراحله المبكرة كلما كان العلاج مجديا، وتم عرض بالمناسبة مجموعة من الأدوية التي تقدم للمريض، ما إن يتم التأكد من إصابته بالداء، مضيفا أن الجزائر من حيث وفرة الأدوية الخاصة ب”الروماتيزم” تعتبر رائدة والأولى من بين كل الدول الإفريقية، حيث تمكنت من خلال السياسة المنتهجة من طرف وزارة الصحة تغطية سوق الأدوية بآخر ما تم تصنيعه من حيث الكمية والنوعية، وعلى الرغم من ارتفاع تكلفتها، وأقصد بذلك يقول ”الأدوية البيولوجية”، إلا أن المستشفيات تقدمها مجانا للمرضى. شارك الدكتور سليماني في أشغال الملتقى بمداخلتين؛ الأولى تتعلق ببحث سبل تطوير البحوث العلمية الخاصة بداء ”الروماتيزم”، حيث طرح إشكالية بحث التنسيق بين مختلف الأطباء الموزعين عبر كامل التراب الوطني بغرض الوصول إلى إعطاء صورة متكاملة وواضحة عن وضعية المرض في الجزائر، أما المداخلة الثانية فاختار فيها تسليط الضوء على هشاشة العظام التي تعتبر من أكثر الأمراض انتشارا في الجزائر، ويمس بصورة كبيرة النساء بعد عمر ال 50 سنة، أي بعد بلوغ سن اليأس، ولا تظهر الأعراض إلا بعد إصابة المرأة بكسر، حيث يتم التأكد من إصابتها بهشاشة العظام، لذا نحث على ضرورة التشخيص المبكر. وبالرجوع إلى الإحصائيات التي تفيد بأن 30 بالمائة من النساء مصابات بهشاشة العظام، وهو رقم كبير، نحث على ضرورة الفحص، لاسيما أن مراكز التشخيص موجودة وتحتوي على أجهزة متطورة. ومن أكثر أمراض ”الروماتيزم” انتشارا في الجزائر، يقول محدثنا، هشاشة العظام بالدرجة الأولى وهشاشة الغضروف، والمرضان مجتمعان يكشفان عن أن الجزائر تحصي من 4 إلى 5 ملايين مصاب بهما كأدنى تقدير، وأحصت الجزائر في السنوات الأخيرة عددا كبيرا من الوفيات كانت ناجمة عن كسور بعد الإصابة بهشاشة العظام في صفوف النساء، أما بالنسبة لهشاشة الغضروف، فرغم أنها لا تعد من الأمراض القاتلة، غير أنها تؤثر على نمط الحياة اليومية وعلى نشاط الفرد وحيويته. التأكيد على العمل المشترك بين الأطباء والمرضى، حسب الدكتور سليماني، من شأنه المساهمة في الكشف المبكر عن مختلف أمراض ”الروماتيزم”، بمعنى أن الأطباء العامين مطالبون بتوعية المرضى بضرورة القيام ببعض الفحوصات بعد تخطي عتبة ال 50 سنة من العمر، خصوصا عند النساء، مع وضع بعض المعتقدات الشائعة بين الناس جانبا، كالقول مثلا بأن ألم المفاصل من الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن، بالتالي تحول دون ذهاب المريض إلى الطبيب لطلب التشخيص، ومنه فمرض ”الروماتيزم” هو الذي يتسبب في الألم ولا علاقة له بالتقدم في السن، كما أن إمكانية علاجه ممكنة اليوم بالنظر إلى وفرة الأدوية، خاصة إن كان المرض في بدايته، إلى جانب ضعف تكوين الأطباء فيما يتعلق بأمراض ”الروماتيزم”، من أجل هذا، ندعو المرضى إلى الاهتمام أكثر بمرض ”الروماتيزم” وتحديدا من طرف المتخرجين الجدد ممن يولون أهمية للاختصاصات الأخرى ويغضون الطرف عن بعض أخرى، كأمراض القلب و”الروماتيزم”، رغم أنهما من أسباب الوفيات في الجزائر.