إحتضنت أمس جامعة بن يوسف بن خدة بالعاصمة، عدة تظاهرات بمناسبة اليوم الوطني للطالب الذي يخلد الذكرى ال52 للإضراب التاريخي للطلبة وتلاميذ الثانويات الجزائريين يوم 19 ماي 1956 في جو من الاستلهام بنضال وتضحيات الأسلاف... خلال هذه الوقفة التي أشرف عليها كل من الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى وحضرها عدد من صانعي ملحمة الإضراب التاريخي، تم تكريم بعض قدامى الاتحاد الذين كان لهم شرف في المشاركة في الإضراب بعد أن قرروا في ذلك اليوم مقاطعة الدراسة والامتحانات ومساندة الثورة، وقد سلمت لهم شهادات وميداليات تقديرا وعرفانا لهم على النضال الذي أبدوه أثناء الثورة التحريرية من أجل الحفاظ على قيم الشعب الجزائري. كما كانت المناسبة فرصة لمن شاركوا في صناعة هذا الحدث للتطرق إلى نضال ومشاركة طلبة الجامعات وتلامذة الثانويات في ملحمة ال19 ماي خاصة منهم الذين غادروا مقاعد الدراسة للإلتحاق بصفوف جيش التحرير . واتجهت شهادات المتدخلين ممن عايشوا الحدث نحو تأكيد وإبراز الوعي السياسي الذي كان يتحلى به الطلبة الجزائريون قبل اندلاع الثورة التحريرية خاصة خلال مشاركتهم في مؤتمرغرونبل بفرنسا عام 1946 والخروج بميثاق النقابة الطلابية لفائدتهم مما أثار احتجاجا كبيرا في وسط الطلبة الفرنسيين الذين حاولوا التصدي له. وفي هذا السياق أشار السيد الأمين خان، الذي كان من بين المضربين إلى ميلاد الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين معتبرا إياه المحرك الرئيسي لتنظيم إضراب 19 ماي 1956 وتحسيس الطلبة بضرورة الالتحاق بالجهاد في صفوف جيش التحرير الوطني. وقال المتدخل أن هذه الكوكبة من الشباب المثقف اختارت تكريس المعارف العلمية والفنية خدمة للثورة التحريرية مبرزا في ذات الوقت الوعي السياسي الكبير الذي كانوا يتمتعون به الأمر الذي أكده من جهته رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين السيد عبد الرحمان شيبان الذي أشاد بالعزيمة التي كان يتحلى بها الطالب الجزائري في مقاومة الاستعمار الفرنسي وتمسكه بقيمه ودينه من أجل تحرير بلاده. وكان الاحتفال قد انطلق صباحا بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد للذكرى بمقر الجامعة المركزية وكذا بساحة أودان وسط العاصمة تكريما لروح موريس أودان أحد أصدقاء الثورة التحريرية الذين ضحوا بأنفسهم من أجل استقلال الجزائر. وتميزت المناسبة التاريخية العزيزة على الجزائريين وعلى رأسهم الطلبة من جهة أخرى بإطلاق أسماء مجاهدين وشهداء على بعض المؤسسات التربوية إضافة إلى تنظيم معرض أبرز مسار ونضال الطلبة الجزائريين منذ الإعلان في 19 مارس 1919 عن تأسيس جمعية الطلبة المسلمين كأول تنظيم جزائري يضم المثقفين، وكانت التظاهرات قد انطلقت قبل أسبوع تقريبا شهدت تنظيم عدة ندوات تاريخية ودورات رياضية منحت على إثرها جوائز رمزية.