أكد السيد عبد العزيز بلخادم الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني أول أمس بالجزائر العاصمة أن إضراب 19 ماي 1956 للطلبة الجزائريين يعتبر ملحمة تاريخية في كفاح الشعب ضد الاستعمار. وذكر السيد بلخادم في تدخله خلال ندوة فكرية نظمها نادي الصحافة لحزب جبهة التحرير الوطني بمناسبة الذكرى ال 52 لإضراب الطلبة الجزائريين أن هذا الإضراب يعتبر "نقلة نوعية" في مساهمة النخبة الجزائرية "من أجل استرجاع الحرية والسيادة الوطنية". وأوضح المسؤول الأول لحزب جبهة التحرير أن تلك الملحمة أكدت للعالم "مدى تعلق النخبة الجزائرية بثورة أول نوفمبر وكذا إصرارها على المشاركة في العمل المسلح من اجل افتكاك الاستقلال". وبعد أن تطرق المتدخل للدور الفعال الذي لعبه الطلبة خلال مرحلة الثورة وبعد الاستقلال من أجل تشييد وبناء جزائر قوية وعصرية، جدد إصرار حزبه على العمل لتنفيذ البرنامج الذي يضمن التعليم لكل أبناء الجزائر ويخلق مناصب شغل جديدة للجامعيين وكذا مساعدتهم على تجسيد مشاريع حسب تخصصاتهم العلمية. وأضاف السيد بلخادم في هذا المجال قائلا: "إن حزب جبهة التحرير لن يدخر أي جهد من اجل رفع مستوى التعليم وذلك حتى يتم تحقيق مستقبل زاهر للأجيال الصاعدة والوفاء بالوعد الذي قطعه طلبة الأمس في بناء جزائر قوية وعصرية". وعند تطرقه للآفات الموجودة في المجتمع الجزائري اعتبر السيد بلخادم هذه الآفات بأنها "حالة عابرة وتعرفها العديد من بلدان العالم"، مشيرا إلى أنه يمكن القضاء عليها من خلال تجسيد برامج التنمية المستدامة والحكم الراشد. ومن جهته أكد الدكتور لمين خان الذي كان ضمن الطلبة المضربين في تدخله أن قرار تنظيم إضراب 19 ماي 56 قد اتخذ من قبل فرع جامعة الجزائر لاتحاد الطلبة الجزائريين بعد اجتماعات مكثفة لقيادته. وأضاف المتدخل في هذا السياق قائلا إن هذا القرار "اتخذ بمبادرة من طرف هذا الفرع وبعيدا عن أية وصاية، وذلك بهدف إبراز مدى ارتباط النخبة الوطنية بالثورة التحريرية لاسترجاع السيادة الوطنية" . وقال السيد لمين خان أن إضراب الطلبة الجزائريين قد أعطى "حركية جديدة" لثورة التحرير و"برهن أيضا عن مدى إصرار النخبة الوطنية في المساهمة في عملية تحرير الجزائر من الاستعمار". وتطرق المتدخل بالمناسبة لمختلف أشكال القمع والترهيب التي تعرض لها الطلبة الجزائريين من قبل قوات الاستعمار سواء قبل الإضراب أو بعده، مشيرا إلى أن المئات من الطلبة قد تركوا مقاعد الدراسة والتحقوا بالثورة بعد هذا الإضراب التاريخي. للإشارة فإن هذه الندوة التي كانت متبوعة بنقاش عام حول هذا الحدث الوطني حضرها بعض الوزراء وعدد من مسؤولي تنظيمات المجتمع المدني وطلبة من مختلف معاهد جامعة الجزائر.