أجمعت شخصيات تاريخية وباحثة في ميدان تاريخ النشاط السياسي بالجزائر أمس على أن حزب الشعب الجزائري يعد الفاعل الأساسي للمراحل والأحداث التي عرفتها الحركة الوطنية منذ نشأته سنة 1937 وإلى غاية تحقيق الهدف المنشود المتمثل في الاستقلال سنة 1962. وفي هذا الاطار، اعتبر الدكتور عبد الوهاب خليف أستاذ بكلية العلوم السياسية والاعلام بجامعة الجزائر في الندوة الفكرية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بمقر النادي الثقافي للاذاعة الوطنية بمناسبة الذكرى ال73 لتأسيس حزب الشعب الجزائري في 11 مارس 1937 حول موضوع" النضال السياسي الثوري من نشأة الحزب إلى جبهة التحرير الوطني 1954" . أن هذا التنظيم جاء على خلفية النضج السياسي الذي كان لدى أعضاء الحركة الوطنية، الذين تبنوا فكرة النضال السياسي للمناداة بالاستقلال. وأوضح الدكتور خليف صاحب كتاب صدر مؤخرا عن النضال السياسي للحركة الوطنية، أن حزب الشعب كان التشكيلة السياسية الوحيدة التي نادت باستقلال الجزائر على غرار الأطياف الأخرى السابقة التي استغلتها بعض الأطراف للدعوة للاندماج والمساواة مع الشعب الفرنسي. وقد ذكّر المحاضر بالجانب التاريخي وأهم ما سجلته الساحة السياسية الوطنية قبل نشأة حزب الشعب والذي كان مناخا ملائما فيما بعد لترسيخ التوجه نحو العمل الثوري المسلح. وبدوره، تطرق المجاهد والناشط في الحركة الوطنية وحزب الشعب على الأخص سيد علي عبد الحميد إلى الدور الطلائعي الذي اضطلع به الحزب في أوج فترة مواجهة فرنسا الاستعمارية، لاسيما عند الانتقال الى مرحلة الكفاح المسلح، موضحا أن الأعضاء القياديين للحزب على غرار محمد بلوزداد والمناضل حسين أيت أحمد الذي أسندت له مهام التنظيم السري "المنظمة الخاصة" بعد بلوزداد هم من ساهم بشكل بارز في تحصيل الأموال والأسلحة والاعداد للثورة المسلحة، وهذا قبل صدور قرار الحل والزج بزعماء التنظيم في السجن. كما لم يغفل سي عبد الحميد الدور الجمعوي ونشاط المجتمع المدني في تلك الفترة كالحركة الكشفية في مد السند للحزب سعيا لافتكاك الاستقلال رغم تشنج الأوضاع السياسية والأمنية بسبب السياسة القمعية التي واجهت ذلك بكل ما أوتيت من قوة يقول المجاهد. ومن جهة أخرى، قال وزير الثقافة السابق السيد محمد العربي دماغ العتروس أن تأسيس حزب الشعب الجزائري عبّد الطريق لثورة نوفمبر 1954 من اجل نيل الحرية، داعيا الطبقة المثقفة الى ضرورة تحملها مسؤولية دفع الجيل الجديد للتدبر والتمعن أكثر في مثل هذه المعاني والمكاسب الثرية التي حققها حزب الشعب. كما أبرز مختلف السياسات والأساليب الوحشية للاستعمار الفرنسي الممارسة ضد الشعب الجزائري عامة وعلى قياديي الحركة الوطنية "حزب الشعب" خاصة، قصد كبح نشاطهم والقضاء على الثورة في مهدها. وللاشارة، فقد حضر الندوة عدة مجاهدين، نشطاء سابقين في الحركة الوطنية وحزب الشعب على وجه الخصوص. بالإضافة الى جمع غفير من طلبة العلوم السياسية والاعلام ومختلف المهتمين بالقضايا التاريخية.