احتدمت القبضة الحديدية مجددا بين واشنطنوطهران على خلفية الملف النووي الإيراني الذي أثار أزمة حادة بين ايران المتمسكة بحقها في امتلاك التكنولوجيا النووية والولاياتالمتحدة التي تسعى بكل الطرق لمنعها من امتلاك السلاح النووي. وعاد الرئيس الأمريكي جورج بوش للتلويح مجددا باللجوء إلى إستخدام خيار القوة العسكرية لتدمير المنشآت النووية الايرانية في حال ما اذا اصرت طهران على تحديها وواصلت برنامجها النووي إلى نهايته. وقال الرئيس بوش في ندوة صحفية نشطها أمس، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مدينة ميسبيرغ احدى ضواحي العاصمة الالمانية برلين محطته الثانية في جولته الأوروبية، أن كل الخيارات تبقى مفتوحة لحمل طهران على تعليق برنامجها النووي في إشارة إلى إمكانية لجوء واشنطن إلى استعمال القوة لحسم أزمة الملف النووي الإيراني حتى وإن اكد انه لا يزال يفضل الحل الدبلوماسي للتعامل مع الملف النووي الإيراني في الوقت الراهن. غير أن المستشارة الألمانية التي يبدو انها لم تساند مضمون تصريحات ضيفها وخاصة تلك المتعلقة باستعمال القوة ضد ايران فضلت خيار تشديد العقوبات الدولية على هذه الأخيرة في سياق مجلس الأمن الدولي. وقالت ميركل أنها بحثت الحوافز التي من المنتظر عرضها على إيران إضافة إلى الإجراءات التي يتم اتخاذها في حال عدم تجاوب السلطات الإيرانية على هذه المقترحات. وعبّرت المسؤولة الألمانية عن قناعتها أنه كلما زاد عدد الدول الرافضة للبرنامج النووي الإيراني كلما زدات درجة الضغوط على سلطات هذا البلد لحملها على التخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وكان البيان المشترك للقمة الأميركية الأوروبية التي عقدت أول أمس في سلوفينيا تضمن تهديدات واضحة باتخاذ تدابير عقابية تضاف الى مجموعة العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران منذ أواخر عام 2006 . كما تضمن البيان التأكيد على الاستمرار بسياسة الإستراتيجية ذات المسارين وهي سياسة العصا والجزرة لإقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي على غرار كوريا الشمالية التي استجابت للضغوطات الغربية بخصوص ملفها النووي بحيث قبلت تعليقه مقابل تحفيزات اقتصادية. وبلهجة فيها الكثير من التحدي رد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على الرئيس الأمريكي بعدما أكد التهديدات الغربية فشلت في وقف برنامج بلاده النووي. وجاءت تصريحات الرئيس أحمدي نجاد ردا على بيان القمة الأوربية الأمريكية بالعاصمة السلوفينية الذي هدد طهران بتشديد العقوبات المفروضة عليها بسبب رفضها التخلي عن برنامجها النووي. وفي رده على تصريح الرئيس بوش الأخير الذي اعتبر فيه امتلاك إيران للسلاح النووي "خطرا للغاية على السلام العالمي"، قال الرئيس الايراني باتجاه الرئيس بوش "إن عصرك انتهى وبإذن الله لن يكون في إمكانك أن تلحق الأذى بشبر واحد من أرض إيران المقدسة". وكما جرت العادة واصل الرئيس الإيراني في إطلاق تصريحات نارية باتجاه الولايات حيث قال أن العدو سيكون مخطئا في حساباته إذا ظن أنه قادر على كسر الأمة الإيرانية بالضغط عليها واتهم الرئيس بوش بالسعي لتوجيه ضربة عسكرية لإيران. ويأتي اشتداد القبضة بين الولاياتالمتحدةوايران عشية الزيارة التي ينتظر ان يشرع فيها هذا السبت ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى إيران ليقدم عرضا جديدا من المقترحات التي وضعتها ومجموعة الخمسة زائد واحد بهدف إقناع طهران بتعليق أنشطتها النووية مقابل توسيع مجالات التعاون معها. ويتضح من خلال تصريحات الرئيس الايراني أن العرض الأوروبي الامريكي سيلقى الرفض القاطع مما قد يدفع بمجلس الأمن الدولي إلى المصادقة على سلسلة جديدة من العقوبات الدولية. واستبق الرئيس الايراني زيارة المسؤول الأوروبي حيث اكد رفضه للعرض الذي يحمله سولانا من مجموعة الخمسة زائد واحد مشيرا إلى أن الكلمة الفصل في هذه المسألة تعود إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.