خطت السلطات الايرانية امس خطوة اضافية في قبضتها مع الولاياتالمتحدة على خلفية التهديدات المتبادلة بينهمالاحتمال تعرض المواقع النووية الايراينة لضربات عسكرية اسرائيلية بتزكية امريكية. فقد اطلقت قوات الحرس الثوري الايراني امس صاروخا باليستيا من طراز "شهاب3 " الذي بإمكانه ان يضرب العمق الاسرائيلي في رسالة دبلوماسية برائحة عسكرية باتجاه الولاياتالمتحدة على انها لن تسكت ابدا في حال تعرضت منشآتها النووية لأية عملية عسكرية. وقد كان التركيز على اطلاق صاروخ "شهاب 3 " الذي يبلغ مداه أكثر من الفي كلم وبإمكانه حمل رأس تقليدي بوزن ألف كلغ بمثابة رسالة ايضا الى اسرائيل التي هدد مسؤولوها بضرب المفاعلات النووية الايرانية بدعوى انها تشكل خطرا على امنها القومي وان تدمير تلك المنشآت يبقى الهدف الاستراتيجي الاول بالنسبة لاسرائيل في الوقت الراهن. وتجري القوات البحرية الايرانية منذ يومين اوسع مناورات عسكرية في مياه الخليج وتم خلالها اطلاق عدة صورايخ منها بالاضافة الى صاروخ "شهاب 3 " صاروخ "زلزال" الذي يبلغ مداه 400 كلم وصاروخ "الفتح". واكدت مصادر ايرانية ان صاروخ "شهاب 3" بإمكانه حمل رأس انشطارية تقوم بشبه عملية قنبلة للقواعد العسكرية ومواقع قوات المشاة والبوارج الحربية المعادية". وأحدث اطلاق هذه الصواريخ ردود فعل شديدة في الولاياتالمتحدة واسرائيل اللتين اعتبرتا ان اقدام طهران على اطلاق صاروخ "شهاب 3" يعطي للأزمة القائمة حاليا على خلفية البرنامج النووي الايراني صبغة عسكرية وان البديل العسكري يبقى مطروحا لحسمها. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس امس ان اقدام ايران على اطلاق هذا الصاروخ يؤكد ان التهديد الايراني ليس خياليا" وبما يعني ان الولاياتالمتحدة بدأت تبحث عن المبررات التي تعطيها الغطاء "القانوني" لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية. ولكن المقاربة التي تريد رايس الترويج لها نفاها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اول امس خلال قمة الدول الاسلامية الكبرى المنعقدة بالعاصمة الماليزية كوالا لامبور وقال انه يستبعد تحول الازمة القائمة حاليا بخصوص برنامج بلاده النووي الى مواجهة عسكرية مع الولاياتالمتحدة. وجاء تأكيد الرئيس الايراني الى نقيض اجواء الحرب التي القت بضلالها على منطقة الخليج والتي اصبحت تنتظر فقط ساعة الحسم لاشعال فتيل المواجهة من هذا الطرف او ذاك. وتقاطعت عدة مؤشرات في سياق طغيان رائحة الحرب على اجواء المنطقة كانت اولاها تصريحات قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي الجعفري بإغلاق مضيق هرمز ثم تصريحات حجة الاسلام علي الشيرازي ممثل المرشد الاعلى للثورة الايرانية في صفوف القوات البحرية الايراينة الذي هدد بحرق تل ابيب واغراق الاسطول البحري الامريكي المتواجد في عرض مياه الخليج قبل ان تتحول هذه التهديدات الى اجراءات عملية من خلال مناورات عسكرية ايرانية قبل شروع وحدات امريكية في مناورات مماثلة على مرمى حجر من الحدود الايرانية. وقال قائد القوات البحرية الايراينة الاميرال مرتضى صفاري ان المناروات التي تقوم بها وحداته تهدف الى اظهار قدرة قواتنا على مواجهة كل مغامرة يقوم بها اعداء ايران في اشارة الى الولاياتالمتحدة وإسرائيل.