لا يزال العديد من سكان قرى ومداشر بلدية صالح باي الواقعة بالجهة الجنوبية الغربية لولاية سطيف يعتمدون على بعض الوسائل البدائية في يومياتهم في ظل فبعدما أرهقها الهمجيون خلال العشرية السوداء، لا تزال معظم هذه القرى منسية من قبل المسؤولين كما هو الشأن لقرى عين الحمراء، عين سطوط، كحيل أزرط ومعفر هذه الأخيرة التي تحصي قرابة 6000 نسمة يعاني أغلبيتهم من قلة المياه الصالحة للشرب خصوصا في مثل هذه الأيام من فصل الصيف، أين تشهد المنطقة حرارة غير عادية، الأمر الذي انعكس سلبا على يومياتهم، حيث يضطر العديد من هؤلاء السكان الى قطع مسافات والوقوف لساعات أمام الحنفية الوحيدة المتواجدة بمحاذاة مفرزة الحرس البلدي للظفر بدلو ماء، فيما يجبر البعض الآخر على شراء الصهاريج من طرف أصحاب الجرارات للتزود بهذه المادة الحيوية.. معاناة سكان هذه القرى حسب ما علمناه ليست حديثة النشأة، بل تعود الى سنوات مضت، بالرغم من الشكاوى العديدة التي تقدم بها سكان المنطقة الى جميع المصالح المعنية غيرأن نداءاتهم لم تجد لها آذانا صاغية، ولعل ما زاد الأمور تعقيدا، انعدام شبكة الصرف الصحي التي تتجاوز نسبة الأربعين في المائة الأمر الذي بات يشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطن بسبب تراكم المياه القذرة وما ينجم عنها من روائح كريهة وتكاثر لمختلف أنواع الحشرات. الحديث عن قنوات الصرف الصحي يجرنا لا محالة الى الصحة بالمنطقة والتي تكاد تكون منعدمة بها، في ظل تواجد قاعة واحدة للعلاج تستعمل فقط لتقديم الإسعافات الأولية كالحقن وما شابه تنعدم بها أبسط الوسائل الطبية، والأغرب في ذلك أن هذه القاعة تفتقر إلى طبيب وتعمل ثماني ساعات يوميا، فبعد الساعة الرابعة بعد الزوال يجبر السكان على قطع مسافات طويلة لنقل مرضاهم الى المركز الصحي بصالح باي أو مركز عين ولمان، وفي بعض الحالات الى المستشفى الجامعي سعادنة محمد عبد النور بعاصمة الولاية إذا اقتضت الضرورة، لكن ذلك ليس بالأمر الهين في ظل وضعية الطرقات المهترئة لا سيما تلك التي تربط القرى بالبلدية مركز... الكلام عن الغاز الطبيعي بمنطقة معفر أمر سابق لأوانه بالنسبة لسكان هذه المنطقة ويعد حلما صعب المنال، بالرغم من الوعود التي تلقوها من المسؤولين مع كل حملة انتخابية وبالنسبة للمرافق الشبانية فباستثناء دار الشباب الوحيدة فإن يوميات شباب المنطقة يميزها الملل والروتين في التنقل بين البيت والمقهى. وبهدف معرفة رأي المسؤولين بالبلدية حول المعاناة التي يمر بها سكان هذه المناطق اتصلنا بالسيد سي حمدي رئيس البلدية الذي أوضح لنا بأن هناك برنامجا تنمويا استفادت منه المنطقة لا سيما المتعلق بقنوات الصرف الصحي، حيث خصص له غلاف مالي يقدر ب 2 مليار سنتيم إلا أن الأشغال لم تنطلق بعد لأسباب تبقى مجهولة، كما تم اقتراح انجاز ملاعب جوارية في العديد من المداشر لفائدة شباب المنطقة، فيما ينتظر أن تتدعم معفر بحصص جديدة في البناء الريفي وذلك بغرض إعادة أعمار المنطقة التي عرفت هجرة معظم سكانها خلال العشرية السوداء.