في الوقت الذي يلجأ ثلة من الشباب الى الاحتماء من أشعة الشمس اللافحة في فصل الصيف بارتدائهم للقبعات الرياضية ذات النزعة الشبا نية المختلفة الألوان والمتماشية مع سنهم و»اللوك« العام، فإن شريحة الكهول والمسنين تختار القبعات المصنوعة يدويا والتي تسمى عند العامة المظلات، وهي عبارة عن تبعه دائرية الشكل بمقاس في الغالب موحد وتصنع من نبتة »الدوم« بعد تيبيسها. والملاحظ أن هذه القبعات تلقى الصدى والرواج خلال فصل الصيف، ذلك لأن أغلب المسنين لايحتملون أشعة الشمس اللافحة، فتراهم يضعون القبعات على رؤوسهم أثناء سيرهم ويستعملونها كمروحة طلبا لبعض الهواء اثناء جلوسهم. والعم »إيزة الجيلالي« صاحب 68 سنة أحد الذين تخصصوا في صناعة هذا النوع من القبعات اضافة الى أنواع من القفف مختلفة الاحجام. وتعلم فنون هذه الصناعة اليدوية عن أبيه الذي احترفها ببودواو (شرق العاصمة) منذ العهد الاستعماري، حيث كان يقتلع نبتة الدوم ذات السيقان الطويلة تقلع من الجذور ثم تجفف تحت اشعة الشمس بعد دعكها قليلا، وبذلك تصبح جاهزة لتشكيلها وفق الرغبة. والعم الجيلالي كان قبل تقاعده وتفرغه التام لهذه الحرفة يشتغل سائقا بمؤسسة عمومية، وفي وقت فراغه يتسلى بصنع مظلات أو قفف في ساحة منزله وهي ذات الحرفة التي بفضلها يكسب بعض الدنانير »مصروف الجيب« كما يقال لكن أحسن من الجلوس على المقاهي أو الاشتغال بالحديث عن الناس كما يقول المتحدث، الذي التقيته »المساء« بميسونيي بالعاصمة يعرض بضاعته مشيرا في أنه تارة يرجع إلى منزله ولم يبع شيئا وتارة أخرى يبيع اربع أو خمس قبعات او قفف و»السوق أيام« يعلق العم جيلالي. ويتأسف الحرفي صانع المظلات عن تراجع الحرف اليدوية بالجزائر بسبب عدم اقبال الناس عليها وأولهم أولاد الحرفي ذاته، حيث يوكد أنه "تحايل« على ابنائه كثيرا كي يتعلموا حرفته وحرفة اجداده ولكنهم رفضوا وعلل ذلك بالقول »الزمان تغير ومثلما امتلكنا الزمن بعد ابائنا يمتلكون هم هذا الزمان، ولكل زمان حكمته«.