أكد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز في رسالة بعثها إلى المشاركين في المؤتمر الثاني لحزب النهج الديمقراطي المغربي المنعقدة أشغاله بمدينة الدارالبيضاء مابين 18 و 20 من الشهر الجاري على انه "لا حل لقضية الصحراء الغربية إلا بتطبيق الشرعية الدولية وإجراء استفتاء يسمح للشعب الصحراوي بحرية الاختيار ما بين أن يكون جزءاً من الدولة المغربية أو الانضواء في حكم ذاتي أو أن يكون بلداً مستقلاً" . وأثنى السيد محمد عبد العزيز بهذه المناسبة على مواقف حزب النهج الديمقراطي المغربي الداعمة لحق الشعوب في تقرير المصير، ووصف ذلك الموقف بأنه "يمثل بحق نبض الشارع المغربي ويطرح تصورا متكاملا لمغرب ديمقراطي وعادل يحترم حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها" . وأضاف موجها كلامه لقيادة الحزب ومناضليه "فنحن ممتنون أيما امتنان ومقدرون كل التقدير لذلك الموقف المبدئي الذي تبناه حزبكم، بشجاعة وإصرار ووضوح، إلى جانب تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير، على غرار كل الشعوب المستعمرة، انسجاماً مع قرارات الشرعية الدولية، وصولاً إلى استكمال تصفية الاستعمار من القارة الإفريقية" . وذكّر أمين عام البوليزاريو بتاريخ الصحراء الغربية ووصف ما قام به الجيش المغربي في 31 أكتوبر 1975 من اجتياح للأراضي الصحراوية "بأنه عمل ظالم" ادخل الشعب الصحراوي في مأساة حقيقية. وانتقد بشدة جدار العار الذي يقسم الصحراء الغربية على امتداد 2500 كلم مما زاد من معاناة الشعب الصحراوي، وأوضح أن هذا الجدار كان له خلفية عنصرية واستعمارية والدليل على ذلك انه مدعم بآلاف الجنود وبترسانة من الحفر والجدران الرملية والأسلاك الشائكة والرادارات وأنواع الأسلحة وملايين الألغام، بما فيها المضادة للأفراد، المحرمة دوليا. وأشار الرئيس الصحراوي في رسالته إلى المؤتمرين إلى معاناة الشعب الصحراوي بالأراضي المحتلة، حيث يتعرضون يوميا إلى شتى أنواع القمع والترهيب والتنكيل والاختطاف والاعتقال. وعبر عن أسفه كون الحرب " الظالمة للشعبين الشقيقين، المغربي والصحراوي جلبت ولا تزال تجلب المآسي والمعاناة، رغم أن قضية الصحراء الغربية واضحة وبسيطة من منظور القانون الدولي"، حيث هي مصنفة كقضية تصفية استعمار، ومسجلة لدى الأممالمتحدة على هذا الأساس. ووجه السيد محمد عبد العزيز عبر النهج الديمقراطي المغربي رسالة إلى الشعب المغربي مفادها أن الشعب الصحراوي سيواصل في بذل المزيد من الجهود من أجل توفير كل أجواء الثقة والاحترام بين الشعبين. وسجل مبادرات الطرف الصحراوي المتكررة من أجل إحلال السلام العادل ومنها إطلاق سراح جميع أسرى الحرب المغاربة لدى جبهة البوليساريو، والاستعداد الدائم للدخول في مفاوضات جادة وهادفة إلى تطبيق مقتضيات الشرعية الدولية دليل على ذلك. وللإشارة فإن حزب النهج الديمقراطي المغربي الذي أسس سنة 1995 يساند بقوة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. واستقبل المشاركون في المؤتمر رسالة الرئيس محمد عبد العزيز بكثير من الترحيب.