مضحك وعجيب ما قرأناه في بعض الجرائد وشاهدناه في قنوات تلفزية في الأيام الماضية من تحاليل وآراء ومقالات حول مواقف مرشح الحزب الديمقراطي في الرئاسيات الأمريكية القادمة باراك اوباما من إسرائيل، لدى زيارته الأخيرة للدولة العبرية. ونقول "مضحك وعجيب" لأن شر البلية ما يضحك كما يقال. فهل يعقل أنه مازال في الوطن العربي بل وفي العالم كله من يعتقد أو يأمل في أن يكون لأي مرشح أو أي مسؤول أمريكي موقف آخر إلا المساندة غير المشروطة لإسرائيل؟ وهل نحن سذج إلى درجة تجعلنا نتابع وننتظر بفارغ الصبر أي تصريح قد يدافع عن القضية الفلسطينية يمن به علينا مترشح يعمل بكل قواه لدخول البيت الأبيض الذي يعد دعم إسرائيل مقومة من مقومات سياسته الموروثة منذ نشأة الولاياتالمتحدةالأمريكية، بل وتأشيرة لا يمكن الاستغناء عنها لولوجه؟ إذا كان الذين طرحوا بالنقد مواقف اوباما من القضية الفلسطينية وارتدائه الطاقية اليهودية وهو يترحم على ضحايا الهولوكوست كانوا ينتظرون مواقف مختلفة منه لأنه ديمقراطي، فهذا يعني أنهم لا يعرفون شيئا عن أبجديات السياسة الخارجية ولا الداخلية لأمريكا، التي تعرت بشكل واضح عند غزو العراق. وإذا كانت آمالهم في باراك "حسين" اوباما نابعة من كونه يحمل أصولا افريقية ومسلمة، فإن ذلك يعني أنهم لم يفقهوا شيئا في مفهوم المواطنة لدى الأمريكيين العاديين، فما بالك برجل سياسي ترعرع في أحضان أحد أكبر الأحزاب الأمريكية ويدرك تماما أن المصالح العليا لبلده فوق كل اعتبار.