تواجه أزيد من 45 امرأة مطلقة رفقة أبنائهن يقمن لدى جمعية "دارنا" للاحسان مصيرا مجهولا بعد أن قررت البلدية استرجاع المقر الذي اتخذته الجمعية مأوى للنساء في شدة والذي كان مقرا سابقا للبلدية وقبلها مقرا للأمن الوطني. وفي الوقت الذي كانت فيه جمعية "دارنا" تتوقع تكرم السلطات بتنظيم رحلات لفائدة العائلات المعوزة المقيمة لدى الجمعية الكائن مقرها بالمحمدية خاصة خلال فصل الصيف حيث يخرج معظم أعوان الإدارة للاستمتاع بعطلهم فيما تضل النسوة قابعات بالدار تواجهن حرارة الصيف وتسترجعن ذكريات الأيام المرة والعصيبة. والغريب أن جمعية دارنا للاحسان لا تتلقى دعما من أحد سوى من بعض المحسنين من جمعيات وشخصيات وحتى وزراء بصفة شخصية، بالإضافة الى بعض المحجوزات من خضر وفواكه التي تدعمها بها مصالح الأمن بالبلدية والبلديات المجاورة، علما أن مؤسسة خيرية إيطالية كانت تدعم جمعية دارنا بشكل كبير قبل أن تنسحب بسبب الظروف الأمنية التي مرت بها بلادنا. جمعية "دارنا" ورغم الأهمية التي تشكلها والدور الكبير الذي تلعبه في حماية المجتمع وستر أعراض النساء اللواتي لم يسعفهن الحظ في الحصول على أسرة متكاملة وسعيدة إلا أنها غير معترف بها لدى وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية المقيمة بالخارج والتي لا تقدم لها أي دعم لا مادي ولا معنوي. أمام هذا الوضع تعيش نزيلات جمعية "دارنا" حالة من التوتر خوفا من مصير مجهول في حال قررت البلدية استرجاع مقرها. مع العلم أن النظام الذي تطبقه رئيسة جمعية دارنا جد صارم تجاه المقيمات بحيث لا يسمح لهن بالخروج إلا للضرورة كما أنه لا يتم قبول أي ملف حتى يتم التأكد من الوضعية الاجتماعية للسيدة المطلقة. وتأمل النزيلات في قضاء صيف منعش وهادئ رفقة أبنائهن عوض العودة إلى الشارع ومواجهة مصير مجهول خاصة ونحن نستعد لاستقبال الدخول المدرسي وشهر رمضان المعظم.