مع حلول موسم العطل، ستتعطل أغلب المصالح، لأن المصالح كلها ستخلد إلى راحة تدوم شهور الصيف وتزيد عليها شهر رمضان الذي يكثر فيه الكسل، رغم أن العام كله راحة لكثير من الإدارات التي صار وجودها ليس كعدمه فقط، بل يعرقل مصالح الناس أكثر من أن يسهلها وسيختار الوزراء كالعادة إما باريس، أو لوزان، أو أي قطعة من الأرض ليخيموا بها بعد عام من العطلة، لأننا حتى في شهور السنة لا نعمل، والكل يعرف أن القدر هو الذي يسير مصالحنا ويرعاها، فكل شيء بالمكتوب "والحمد لله كاين قدرة ربي التي تسير الأمور"، لأننا كبشر صرنا لا نسير وليتنا لم نفعل شيئا وتركنا الأمور تسير وحدها بقدرة ربي، لأن الكثير من الإدارات تعرقل مصالح الناس وتعطلها، إلى أن يكتب الله لهذا المواطن نصيبه من تحقيق الخدمات التي يسيرها القدر، بدل أن يتسبب فيها البشر. ولو تمعنا في مسيرة العام في مصالح مختلفة، لوجدنا أن كل المصالح دخلت في عطلة منذ سنوات، لذا يبقى الصيف مجرد كذبة لعطلة أو أشبه ما يكون بالحمل الكاذب، وكأن نواب البرلمان تعبوا طيلة العام واجتهدوا حتى يرتاحوا في عطلة تحملهم إلى ما وراء عالم البحار، وكذا الكثير من الوزراء الذين كان عملهم خلال عام هو الظهور أمام كاميرات التلفزيون وبعض الكلام في وسائل الإعلام، شأنهم شأن النواب الذين لا عمل لهم سوى رفع الأيدي عاليا، وبعض خطب الشكر والامتنان... وبعد العطلة، تأتي العطلة!