من باريس إلى أرض الوطن وكما يجرى في العادة فان أكبر جالية جزائرية تعيش في المهجر هي الجالية الجزائرية المغتربة بفرنسا أين فضلت عائلة عمى محمد العودة إلى أرض الوطن بعد حنين دام 5 سنوات لتأتى الفرصة السانحة وتستغلها هذه الأسرة من أجل العودة للوطن وقضاء شهر رمضان بين الأهل والأحباب. في هذا السياق صرح لنا عمى محمد بأنه ورغم توفر كل شيء في الغربة إلا أن رائحة الوطن الأم تنقص دائما لأننا عشنا معاني مميزة لرمضان في أرض الوطن في صغرنا –مضيفا-وبالتالي فلن تكون أحلى في ديار الغربة. ليبقى ذلك الحنين دائما مرتبط بنا رغم محاولة عدد كبير من الجالية التقرب من بعضه أكثر في شهر رمضان عن طريق تبادل العزومات وتبادل الأطباق والاجتماع مع بعضنا في السهرات والالتفاف على بعضنا البعض طول هذه المدة، كمحاولة منا إلى خلق أجواء مماثلة لما عرفناه في الوطن الأم.
أجواء رمضانية أكثر إسلامية تعيشها الجالية الجزائرية في لندن هذا وتعيش الجالية الجزائرية في المملكة المتحدة وخصيصا بلندن أجواء رمضانية أكثر إسلامية عن باقي الدول الأوربية الشيء الذي عبر لنا عنه -أسامة- شاب جزائري قاده البحث عن العمل وإتمام الدراسة إلى اختيار ديار الغربة. وفى هذا صرح لنا المتحدث بأن رمضان في لندن له نكهته الخاصة بالرغم من انه لايضاهى أجواء رمضان في البلاد على حد قوله. هذا لتنوع كبير في الثقافات بين الجاليات الإسلامية المغتربة هناك أين سمحت لنا الظروف بالاختلاط أكثر مع بعضنا البعض بين الجاليات المختلفة من السعودية والسورية والمغربية والخليجية والمسلمة من شتى الجنسيات . ويعود ذلك إلى لم المسلمين بعضهم البعض وتقربهم الشديد من بعضهم في هذا الشهر الفضيل خاصة في فترة صلاة التراويح أين تعرف المساجد أعدادا هائلة من المصلين من كل ربوع العالم وباختلاف الأعراق والألوان إلا أن ما جمعه الدين كان أكبر، ليذهل كل من يرى ذلك المشهد من أبناء البلد.
شتان بين رمضان الجزائر وبلاد الغربة هذا ما صرح لنا به –محمد- رجل جزائري قادته الظروف إلى ديار الغربة قائلا بأنه يفتقد كثيرا للأجواء الرمضانية في أرض الوطن كما يحن لقعدات الشعبي العاصمية في المقاهي وأجواء التراويح و اللمة العائلية.ليشاركنا بعض من أبنائه متحدثين بلغة جزائرية وألمانية نظرا إلا أن أمهم مسلمة ألمانية معبرين عن فرحتهم بالعودة إلى أرض الوطن يقول –أنس- بأن رمضان في الجزائر مغاير تماما وخاص جدا، لم يتسنى لنا تجريبه في مسبقا فقد وجدنا أجواء خاصة ملأها التضامن والتكافل ما بين الأسر الأمر الذي ترك أمي مذهولة-مضيفا- والتي صرحت هي الأخرى الآن فهمت معاني هذا الدين السميح كثيرا. لتضيف بقولها بأنها فخورة باعتناقها له. ويضيف محمد بأنه أراد أن يعيش أبنائه وزوجته هذه التجربة هذه السنة في الجزائر التي كان لها وقع خاص في نفوسهم.
تجربة اخرى للخالة نصيرة والعمل التطوعي في رمضان في اسبانيا تجربة أخرى قادت عائلة -خالتي نصيرة- إحدى الأسر الجزائرية المغتربة بالخارج تحدثت لنا عن تجربتها الخاصة برمضان في مدريد قائلة بأن عدد كبيرا من الجالية المغاربية كانت تسعى دائما إلى المبادرة في العمليات التضامنية في اسبانيا. حيث تجتمع أعداد كثيرة من المتطوعين من الجزائر والمغرب وغيرها أين يقوموا بتحضير موائد للإفطار عبر جمعيات تضامنية بالمهجر. وتضيف خالتي نصيرة بأننا يوميا نشهد قدوم أعداد كبيرة من الشباب المغترب الذي لا يمكنه العودة للوطن لظروف الهجرة الغير لشرعية أين نحاول إعادة تحسسيهم بأنهم في أجواء مماثلة لما عاشوه في الوطن، ليجتمع يوميا عدد كبير من الجالية حول مطاعم الرحمة التي شاركت في عملية تحضيرها في عدة مناسبات وعملت كطاهية، إلا أن للغربة طعم مغاير عكس ما نعيشه في أرض الوطن إلا أننا نحاول تقريب الأجواء الأمر الذي أسعد العديد من الشباب المتواجد في الشوارع هناك والبعيد عن أجواء الأسرة ،أين بدا على المتحدثة حزن على هؤلاء الشباب. والحمد لله تضيف قائلة بأن تزامن رمضان مع العطلة الصيفية هذا العام هو الذي جعلنا نختار وجهة الوطن من أجل قضاء رمضان وعيد الفطر المبارك وسط الأهل والأحباب. ورغم محاولة أعداد كبيرة من الجالية الجزائرية المغتربة تقريب أجواء رمضان والعيد بديار الغربة من أجواء الوطن الأم، إلا أن الاشتياق إلى أرض الوطن دفع بذالكثير منهم إلى اختيار أرض الوطن وجهة صيفية لهم هذا العام من أجل قضاء مناسبتي رمضان والعيد وسط الأهل و الأحباب في أرض الوطن.