تمكنت نساء تقطن بجبال وأرياف ولاية جيجل من ولوج عالم تربية النحل واكتشاف خباياه واكتساب مهارات في هذا النشاط من خلال دورة تكوينية نظرية بمعهد التكوين المهني "زيغة محمد" وأخرى تطبيقية احتضنتها منحلة "بريغن نور الدين" بمنطقة "لبابدة" بأعالي جبال بلدية الشحنة. فعلى الرغم من أن مستوياتهن التعليمية متباينة، فمنهن الماكثة بالبيت والطالبة الجامعية والأستاذة والطبيبة البيطرية، إلا أنهن اتفقن على أن يدخلن عالم التكوين المهني من خلال دورة تكوينية في "قيادة خلايا النحل" أملا في أن يصبحن في المستقبل "ملكات العسل". وأوضح المشرف على الدورتين التدريبيتين النظرية والتطبيقية، نور الدين بريغن التي رافقت المجموعة في خرجتها إلى المنحلة أن المتربصات قمن بتطبيق ميداني لمجمل الدروس التي تلقينها في الدورة التكوينية النظرية والتعامل المباشر مع النحل لتمكينهن من تطوير مهاراتهن والانطلاق في تنفيذ مشاريعهن بكل ثقة وأريحية. وأضاف أنه "بإمكان النساء المعنيات أن يصبحن منتجات للعسل ويتمكن من تحقيق عائد مالي لعائلاتهن و للمدينة من خلال استحداث مشاريع مصغرة لتربية النحل وإنتاج العسل"، مشيرا إلى أن المتكونة التي تبدأ بخمسة صناديق للنحل بإمكانها الوصول إلى التحكم في ثلاثين صندوقا في فترة وجيزة وبكل أريحية. من جهته، اعتبر لوط نجيب مدير معهد التكوين المهني "زيغة محمد" للبنات بمدينة جيجل أن الخرجة الميدانية التي قام بها الفوج تعد تتويجا لمسار دورة تكوينية نظرية تلقت خلالها المتدربات معارف حول كل ما يخص عالم النحل. كما أبرز أن هذا المجال لم يعد حكرا على الرجال بل أصبح يستهوي فئة النساء من مختلف الأعمار والمستويات التعليمية اللاتي أصبحن يقبلن على هذا النوع من التكوين بالنظر لعائده المادي المريح من جهة وللتسهيلات التي توفرها الدولة للحصول على خلايا النحل والمرافقة من جهة أخرى. أما فهيمة بوحانون متدربة وربة بيت فقالت بأن اختيارها لتلقي تكوين في تربية النحل يعود إلى سببين رئيسيين أولهما أنها تقطن بمنطقة جبلية ومن ثم توفر كافة الظروف لنجاح المشروع وثانيهما أن مختلف منتجات النحل من عسل وبروبوليس وحبوب الطلع وغيرها تسمح لها بتحقيق عائد مالي لإعالة أسرتها. بدورها، اعتبرت نجاة بوشلوح أستاذة لغة عربية أنها اختارت هذا التكوين رغم ارتباطها بالتعليم لشغفها بعالم النحل من جهة ولإمكانية تجسيد مشروع استثماري مربح من جهة أخرى. أما نجوى سامر طبيبة بيطرية فذكرت أن اختيارها لهذا النوع من التكوين جاء تكملة لمشروع تخرجها من الجامعة والذي كان حول تربية النحل ومن ثم "دخلت التكوين المهني بغية تجسيد مشروع مصغر والعمل على تطويره". الوسوم النحل تربية جيجل