حملت مسرحية "الكابتن سكر" الموجهة للأطفال التي قدمت في عرض شرفي بمسرح قالمة رسالة جميلة مفادها أن التغلب على عقدة الخوف ليس مستحيلا وأن الشر مهما كانت قوته يتهاوى أمام الشجاعة. وقد تفاعل الجمهور الكبير من الأطفال على مدار قرابة ساعة كاملة مع شخصيات وأحداث هذه المسرحية التي تمثل آخر إنتاجات المسرح الجهوي محمود تريكي وظهر ذلك بشكل واضح من خلال اندماجهم العفوي في بعض مقاطع العرض وتشجيعهم للبطل "سكر" لهزم ملك الظلام "علقم". وتتلخص قصة هذه المسرحية التي كتب نصها الأصلي السعيد دراجي و أخرجها عبد القادر جريو بسينوغرافيا جميلة لعبد الرحمان زعبوبي وموسيقى أصلية لصالح سامعي في حكاية الكابتن سكر أحد أعضاء مدرسة تعليم الفنون القتالية الذي يعاني من عقدة الخوف بشكل كبير وبعدما تختطف قوى الشر مدربه "المعلم عريف" ينتفض ويواجه أمير الظلام "علقم" المجسد لقوى الشر ويتنصر عليه بمشاركة فريقه المتكامل المشكل من زيتونة ولوزة وبلح . وظهر جليا في هذا العرض الشرفي بأن الفريق الفني الذي عمل على مدار ما يفوق شهرين من التدريبات على إخراج هذه المسرحية إلى النور نجح في رفع التحدي الذي سبق وأن صرح به المخرج عبد القادر جريو وهو تقديم عرض يمتلك الكثير من التقنيات و المقومات التي ترشحه للوصول إلى مستوى الاحترافية في التعامل مع "مسرح الطفل". وإلى جانب السينوغرافيا الجذابة التي طبعها التركيز القوي على عناصر اللغة البصرية انطلاقا من الديكور ولباس الممثلين والمؤثرات الصوتية والإضاءة التي كانت تنبعث من كل قطع الديكور الموجود على الخشبة فقد حملت أسماء شخصيات العرض المقدم باللغة العربية دلالات لغوية تسمح بإثراء القاموس اللفظي للأطفال على غرار "علقم " المر والذي يهزمه " سكر" الحلو. كما كان للممثلين ال7 المجسدين لشخصيات المسرحية دور كبير في نجاح العرض من خلال توزعيهم الجيد على خشبة المسرح وقدرتهم على التقمص الوجداني للأدوار المسندة إليهم سواء الخيرة منها أو الشريرة بما مكن الأطفال من قضاء "ساعة من الحلم الجميل" والانتقال إلى عالم ساحر لم يألفوه في معيشتهم اليومية. وتعتبر مسرحية " الكابتن سكر" ثالث إنتاج يقدمه المسرح الجهوي محمود تريكي خلال سنة 2012 المنصرمة بعد مسرحيتي"ربيع روما " و "حتى لوين".