تعرف زراعة الزيتون بولاية معسكر إنتعاشا في السنوات الأخيرة جعل الإنتاج المرتقب لهذه السنة يقدر بحوالي 425 ألف قنطار حسب توقعات مديرية المصالح الفلاحية التي تسجل نقصا فادحا في اليد العاملة اثناء موسم الجني. وحسب رئيس مصلحة تنظيم و ضبط الإنتاج بمديرية المصالح الفلاحية فإن متوسط الإنتاج سيصل إلى 39 قنطارا في الهكتار الواحد على مساحة حوالي 1.500 هكتار إستهدفتها حملة الجني التي انطلقت في نهاية شهر نوفمبر الماضي. و يبشر هذا المردود --حسب ذات المسؤول-- بمرتبة وطنية مشرفة مثل تلك التي تحققت في السنة الماضية والتي تبوأت فيها الولاية المرتبة الأولى وطنيا في إنتاج زيتون المائدة و الثانية وطنيا لكل الأنواع. و تقدر المساحة المغروسة بالزيتون بولاية معسكر ب 14.700 هكتار منها 11 ألف منتجة فعليا و يقع ربعها بمنطقة سيق بشمال الولاية حسب ذات المصدر الذي أبرز ظهور مناطق جديدة بالولاية تهتم بزراعة الزيتون بفضل برامج الدعم المختلفة التي وفرتها الدولة عبر الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية الذي مكن من غرس 7 ألاف هكتار من أشجار الزيتون بالعديد من البلديات و خاصة بلدية "واد تاغية" على الحدود مع ولاية سعيدة و بلديتي "هاشم" و "تيغنيف" التي تمون مصانع التصبير. وأضاف نفس المصدر في نفس السياق أن هناك تحفيزات لزراعة الزيتون بالولاية منها دعم ب 150 دينار لغرس كل شجيرة و لإقتناء الأسمدة بسعر لا يتجاوز 20 بالمائة من قيمتها الفعلية إضافة إلى تعزيز شبكات السقي بالتقطير و تدعيم إنشاء وحدات التصبير منها 30 وحدة جديدة إستفادت كل واحدة من دعم يصل إلى 4 مليون دج. و في نطاق متصل أشارت مديرية المصالح الفلاحية إلى إرتفاع إنتاج زيت الزيتون الذي وصل إلى 36 ألف هكتولتر سنويا رغم إهتمام فلاحي ولاية معسكر و منطقة سيق على وجه الخصوص بزيتون المائدة و منه نوع "سيقواز" المشهور عالميا أكثر منه بنوع "الشملال" المخصص للمعاصر. و من جهته يستبشر رئيس الغرفة الفلاحية لولاية معسكر السيد العربي بغفور بنوعية الإنتاج هذه السنة التي يرجعها إلى التساقط الكبير للأمطار خلال شهر نوفمبر الماضي مع الإشارة إلى تأخر دورة السقي. و ذكر ذات المسؤول الذي يرأس في نفس الوقت جمعية منتجي الزيتون بولاية معسكر بأن الفلاحين يعانون هذه السنة من"قلة" اليد العاملة و تكلفتها "العالية" حيث يلزمون بدفع 300 دج على كل كيس زيتون مجني ناهيك عن إشتراط العمال التكفل بإقامتهم و إطعامهم و خاصة منهم القادمون من الولايات المجاورة مما يرفع تكاليف الإنتاج بشكل كبير. وأفاد نفس المتحدث في هذا الصدد أنه منذ شهر تقريبا عرض المعهد التقني للأشجار المثمرة على الجمعية آلة لجني الزيتون من شأنها أن تساهم في تخفيض اللجوء إلى العمالة اليدوية وفي تخفيض تكاليف الإنتاج إلا أنها لا تزال في طور التجربة. و أثنى السيد العربي بغفور على مشروع إعادة الإعتبار للمحيط المسقي لسهل سيق الجاري إنجازه حاليا و الذي سيساهم في الحفاظ على مياه السقي من التبخر و من السرقة والضياع ملفتا الإنتباه إلى عدم إستشارة الفلاحين عند وضع مخططه مما جعل كما قال حوالي 20 هكتارا من الأراضي المزروعة بالزيتون مهددة بالإزالة. و ثمن المسؤول أيضا جهود وحدة دائرة سيق للديوان الوطني للسقي التي جددت عددا كبيرا من القنوات ضمن الشبكة القديمة معربا عن أمله في إستقرار أسعار الزيتون بالسوق لفائدة المستهلكين مشيرا إلى أنها إرتفعت بالضعف مقارنة مع السنة الماضية لتصل إلى 100 دينار للكلغ.