صنعت فرقة بوليوود الهندية سهرة الفرجة على ركح مسرح باتنة الجهوي الذي عرف توافدا كبيرا للجمهور منذ بداية الأمسية لاسيما الشباب لتفتح أبواب القاعة بأكثر من ساعة على موعد العرض . و اختلس الحضور ساعتين من الزمن هربتا من أجواء تشبه كثيرا ليالي ألف ليلة وليلة على حد تعبير إحدى السيدات التي أكدت لوأج بأن "الفرق شاسع بين أن تشاهد استعراضا هنديا راقصا على الشاشة وأن تعايشه على خشبة المسرح بكل المتعة التي يحملها الاحتكاك بالفنانين وذلك التواصل الروحي الذي ينشأ بين المؤدي والمتلقي في لحظة يكاد الزمن يتوقف فيها". واستطاع المغنيان الشابان أنكور غيبتا و أرشيتا شارما وفرقتهما الراقصة أن يضفيا على الخشبة أجواء سحرية مستمدة من التراث الثقافي الهندي العريق ويجعلا الحاضرين يعيشون في بانوراما من الألوان الزاهية والموسيقى العذبة وخاصة الرقصات التي تحمل الكثير من الخفة والرشاقة والإبداع. لكن وعلى الرغم من استمتاع الحاضرين في السهرة بكل الأغاني والرقصات التي أبدع في تقديمها أعضاء الفرقة بل ورقصوا أحيانا معها إلا أن التلاحم كان أقوى والإحساس أعمق بكثير مع أغنية (جانيتو) التي عشقها الجزائريون وظلت لسنوات طويلة و إلى حد الآن تسكن في أعماقهم. وكانت هذه اللحظات من السهرة تحمل الكثير من الحرارة عبر عنها السكرتير الأول للسفارة الهندية آشتوش روي بتأثر عميق حيث قال لبعض ممثلي وسائل الإعلام بأن أغنية جانيتو التي تدعو في الحقيقة الى التواصل شكلت حلقة وصل حقيقية بين الشعبين الجزائري والهندي وهي تعبر الآن على أصدق هذه المشاعر خلال سهرة الليلة التي تدخل ضمن جولة فنية لفرقة بوليوود للرقص الشعبي بمناسبة مرور 50 سنة على العلاقات الدبلوماسية بين الهند والجزائر و100 سنة على ميلاد السينما الهندية. وأسدل الستارعلى الحفلة التي كانت جد مميزة بمشهد حالم ومؤثر رقص فيه الحضور على أنغام "جانيتو" بعد أن استدعى فيه راقصو الفرقة (شارما ولوكاس وكذا كاترين وكنوشان) عشرات الشباب لمرافقتهم على الخشبة في حين نزل المغنيان الشابان أنكور غيبتا وأرشيتا شارما من الركح ليكملا وصلتهما الغنائية وسط الجمهور الذي وجدها فرصة سانحة لأخذ صور تخلد هذه الليلة.