عرفت منطقة الجنوب القسنطيني التي تضم ولايات باتنةوخنشلة وأم البواقي وتبسة ظهورا محيرا لأسراب غير معهودة من البط الغطاس الشائع حسبما علم من أحد أعضاء اللجنة الجهوية لشبكة إحصاء الطيور المهاجرة لهذه المنطقة التي يوجد مقرها بباتنة. ورصدت اللجنة في الفترة ما بين 13 و25 جانفي المنصرم عبر 30 منطقة رطبة بهذه الولايات -استنادا إلى السيد بعزيزي محمد رئيس مكتب الأصناف المحمية والصيد بمحافظة الغابات بباتنة- 1212 بطة من هذا النوع الذي يعرف علميا باسم "آيثيا فرينا" من بينها 1200 بطة تم رصدها بمنطقة السبيخة بولاية خنشلة فيما شوهدت البقية بولاية تبسة. ويعرف ذكر البط الغطاس الشائع الذي يشبه إلى حد كبير البط الصافر بلون ظهره الرمادي في حين يظهر رأسه و رقبته باللون الأحمر المسود وتعرف الإناث وطيور هذا البط خارج فترة التكاثر بلونها البني. وما يلفت الانتباه هذه السنة -يضيف السيد بعزيزي- أن هذا النوع من البط الغطاس الذي كان يلاحظ منذ سنة 1986 بالجهة بأعداد قليلة لا تتعدى العشرة بالمناطق الرطبة الاصطناعية وأحيانا يغيب تماما عن الظهور لوحظ هذه السنة وعلى غير العادة بهاتين المنطقتين الرطبتين الطبيعيتين بأعداد كبيرة تسجل لأول مرة. "لا ندري سبب تزايد هذا الطائر المهاجر بالمنطقة في هذا الموسم. لا نعلم إن كان الجفاف أوالتقلبات المناخية وراء اختياره هذا المكان أو هناك أسباب أخرى نجهلها وكلها تساؤلات تستحق الاهتمام من طرف الباحثين والمهتمين بهذا المجال لاسيما الجامعيين" يضيف ذات المختص. أما الطيور المهاجرة التي أحصاها أعضاء اللجنة الجهوية للشبكة بهذه الجهة من الوطن فلم تتعد -حسب رئيس مكتب الأصناف المحمية والصيد بمحافظة الغابات بباتنة- ال 8521 طائرا أغلبها شوهد بالمناطق الرطبة السبيخة بخنشلة وقداين بباتنة وتنسيلث بأم البواقي مقابل أكثر من 12 ألف طائر في السنة الماضية. في حين لوحظ تزايد كبير في أعداد طائر أبو فروة أو كما يسمى باللاتينية "لا تدورن كزاركا" فإن أعداد النحام الوردي -حسب السيد بعزيزي- قلت بكثير عما كانت عليه في المواسم الفارطة بالجهة وهو ما يستدعي البحث في أسباب رحيل هذا الطائر الذي كانت أسرابه تظفي جمالا مميزا على المناطق الرطبة وتجعل منها آية في الإبداع الرباني.