ناشد قاطنو حي الرملي القصديري لبلدية جسر قسنطينة شرق العاصمة السلطات المسؤولة إخراجهم من بئر المعانات الذي يعيشون فيه منذ أكثر من 40 سنة،هذا الحي الذي يعتبر من أكبر و أقدم الأحياء القصديرية بالعاصمة والذي تعيش فيه أزيد من 2000 عائلة تفتقر لأدني شروط الحياة الكريمة ،وما زاد من حدة معاناتهم عزلة المكان وتجاهل السلطات لوضعيتهم التي تزداد سوءا يوما بعد يوم. من بين المشاكل التي تصادفك وأنت بصدد الدخول للحي ،انعدام تام للافتات ترشدك إذا ما كنت بصدد الدخول إلى الشارع أو الخروج منه ، ضف إلى ذلك درجة الاهتراء الكبيرة للطرقات التي تنتشر بها أعداد كبيرة من الحفر تمتلئ بالمياه بمجرد سقوط دفقات من المطر مشكلة بذلك برك مائية لا يمكن تجاوزها،والانتشار الواسع للقمامات التي أصبحت ديكورا تتزين به هذه الطرقات. ناهيك عن الغياب التام للخدمات الصحية،حيث يضطر السكان تكبد عناء اللجوء إلى مستشفى القبة لأبسط الحالات وذلك لانعدام قاعات العلاج بالحي و التي تفتقر لأبسط الوسائل . مشكل أخر يتجرعه سكان حي الرملي من كأس معاناتهم الذي لا يفرغ ،وهو مشكل المياه الذي يفتقده سكان الحي الأمر الذي يضطرهم اللجوء إلى الأماكن العمومية التي تعتبر مصدر تمويل لهم، هذا بالإضافة للانقطاع المستمر للكهرباء والذي يدوم لساعات طويلة إن لم نقل أيام على حد قول ألسكان لكن كل هذه المشاكل لا شئ أمام مشكل الغاز الذي بات كابوسا ينغص عليهم حياتهم لصعوبة الحصول عليه نظرا لبعد مراكز توزيع قارورات غاز البوتان عن الحي وغلاء سعرها حيث يقدر سعر القارورة ب 350 دينارا والتي غالبا لا يتمكنون من شراءها ،مع العلم أن عائلات الحي تعيش حالة من الفقر بسبب البطالة. هذه المشاكل وغيرها كانت الطريق لانتشار الآفات الاجتماعية وتناميها بالحي ، بداية بالسرقة التي تعرف انتشارا كبيرا وسط الشباب الذين لم يجدوا غيرها وسيلة لكسب قوتهم اليومي بسسب البطالة،مرورا بتجارة المخدرات التي تعرف رواجا كبيرا بالمنطقة ،وصولا إلى مشكلة الشعوذة والسحر والدعارة التي اصبح حي الرملى مركزا رئيسيا لها في العاصمة ،متسببا في تشويه سمعة بنات الحي . وأمام هذه الوضعية المزرية التي تعيشها عشرات العائلات بحي الرملى والأحياء المجاورة له والتى لا تحتمل، يجدد قاطنو حي الرملي طلبهم لسلطات البلدية بترحيلهم لسكنات لائقة بعيدة عن الحياة البدائية التي عاشوها طيلة 16 سنة وتأبى مفارقتهم حتى هذه اللحظة.