يعيش سكان حي واد الريحان ببلدية خميس مليانة عين الدفلى، وسط ظروف صعبة للغاية نتيجة افتقارهم لأدنى المرافق الضرورية للحياة كالطريق وقنوات المياه، ناهيك عن انعدام المياه الصالحة للشرب . يأتي مشكل تدهور حالة الطريق الترابي المؤدي إلى الحي، في مقدمة مشاكل وانشغالات السكان، الذين تضطرهم الحالة الكارثية للطرق إلى المشي، خاصة في الفترات الممطرة وذلك يعود إلى كثرة المطبات والحفر والبرك المائية الموحلة، التي لم يبقى من عملية تهيئتها إلا الحجارة والتي يصعب من خلالها العبور، مشكلة بذلك أخطار عدة تهدد صحة الراجلين خاصة كبار السن، وحتى الأطفال الذين كانوا يتلقون خلال فترة الدراسة صعوبة بالغة إثر مرورهم بتلك المسالك والتي تعتبر الوحيدة بالمنطقة، من جهة أخرى أصحاب المركبات الذي ألحقت بسياراتهم أعطاب كثيرة كلفهم أثمانا باهظة، مما اضطر هؤلاء اللجوء إلى الحظيرات العمومية والتي تبعد عن الحي مسافات طويلة مقابل مبلغ مالي وبشكل يومي ما أرهق كاهلهم، وزاد في متاعبهم ومصاريفهم بالإضافة إلى ذلك فإن الحي يفتقر لشبكة الصرف الصحي، مما ساهم وبشكل كبير في تلوث المحيط، أمام غياب مختلف وسائل النظافة، وما أكده السكان ل "الجزائرالجديدة" أن انسداد القنوات الخاصة بالمياه القذرة مشكل يعانون منه منذ فترة، غير أن السلطات لم تتخذ أي إجراء في سبيل وضع حلول نهائية علما أن الحي قد شهد فيضان خلال شهر أكتوبر المنصرم بسبب هذا العائق، غير أن الميزانية المخصصة للحي لم يتم صرفها على الحي، ويبقى سؤال السكان المطروح متى يتم إنجاز المشاريع التي يمكن من خلالها فك العزلة؟ حسب السكان، ناهيك عن النفايات المنتشرة على أرجاء المحيط، نتيجة للانتشار الرهيب والمخيف للقمامات التي غزته من كل الأنحاء حيث صارت النفايات المنزلية ديكورا يلازم الحي بعدما تحولت مساحته الخضراء إلى مفرغة عمومية خاصة برمي القاذورات مما أدى إلى انبعاث الروائح الكريهة التي عكرت صفو ونقاوة الحي. كما تحول الحي إلى مسرح للحيوانات الضالة والحشرات الضارة كالبعوض الذي لم يفارق السكان حتى في فصل الشتاء، هذا الأمر الذي زاد من غضب واستياء القاطنين الذي أصبحوا لا ينعمون بطعم الراحة والهناء في حي يفتقر لأهم متطلبات الحياة.وما زاد في حجم معاناة هؤلاء هو الانقطاعات المتكررة لمياه الشرب والذي لا يزال مطروحا منذ أكثر من شهر، أين أكد السكان أن المياه لم تزر حنفيتها طيلة تلك المدة، الأمر الذي يضطرهم للتنقل مسافات طويلة لجلب المياه من أماكن بعيدة، ومنهم من اضطر إلى اقتناء الصهاريج بأثمان تفوق 700 دينار للصهريج الواحد كل نهاية أسبوع، وهو الأمر الذي أثقل كاهل أرباب الأسر خاصة ذوي الدخل المحدود، كما أكدوا أن انقطاع المياه يتكرر مع كل موسم حر مثلما كان يحدث السنة الماضية، ورغم وعود السلطات بحل المشكل إلا أنه مازال مطروحا، الأمر الذي ضاعف من معاناة العائلات وحتى الأطفال الذين يتحملون مشقة نقل قارورات الماء من أماكن بعيدة.وأمام هذه الوضعية الذي أصبحت شبه كارثية والتي تلازم الحي منذ فترة، جدد سكان الحي مناشدتهم إلى السلطات المحلية ومسؤولي المؤسسات لانتشالهم من هذه الوضعية، ووضع حلول نهائية وعاجلة لهذه الانشغالات خاصة ما يتعلق بتزويدهم بالمياه، ونحن في فصل الصيف الذي تزداد الحاجة إليه، بالإضافة إلى تهيئة الحي من خلال تزفيت طرقاته وأرصفته بالإضافة إلى صيانة شبكة التطهير وتوفير النظافة بالحي وذلك لرد الاعتبار للحي وللحفاظ على سلامة وصحة السكان.