تواصل أسعار الذهب ارتفاعها في السوقين المحلية والدولية على حد سواء، الشيء الذي انعكس سلبا على التعاملات التجارية في هذا المجال.وتراجع الإقبال على شراء الذهب بشكل محسوس خلال الفترة الأخيرة في ظل الأزمات التي ضربت الاقتصاد العالمي حيث أكد أصحاب بعض المحلات على مستوى العاصمة أن تعاملاتهم التجارية انخفضت خلال الأشهر الماضية بحوالي 60 بالمائة مقارنة بالسنوات السابقة بعد أن أصبح إقبال الجزائريين على شراء المعدن النفيس يقتصر على من هم في حاجة ماسة له فقط، الشيء الذي اضطر بعض بائعي المجوهرات إلى التخلي عن حرفتهم بعد سنوات من امتهانها، في حين اختار آخرون التحوّل إلى بيع ''الذهب المقلد'' بعد الاقبال البير الذي يعرفه هذا النوع من الاكسسوارات . "اللوكال" ب 6500 دينار و"الطالياني" ب 8000 الى مليون دج للغرام الواحد وتتراوح أسعار الذهب في السوق الوطنية بين 5 آلاف و10 آلاف دينار للغرام الواحد، وحسب ما استقيناه من أصحاب بعض المحلات على مستوى العاصمة ، فإن سعر المحلي منه، أي ذلك المنتج في الورشات، يتراوح بين 5 آلاف و6500 دينار للغرام الواحد ودون طابع ضمان، بينما يزيد عن ذلك سعر الذهب المستورد من إيطاليا تركيا ودبي بقيمة تتراوح بين 2000 و4000 دينار، حيث يباع الغرام الواحد من نوع ''قرازيلا''، وهو نوع عالي الجودة 18 قيراط فما فوق بمليون سنتيم، بينما يعرض العادي منه ب 8500 دينار، في حين يقدر سعر الذهب من 16 قيراط ب 7500 دينار، حيث أن تكلفة سلسلة من وزن 5 غرامات لا تقل عن 8 ملايين سنتيم، بينما لا يقل سعر ما يعرف ب ''المحزمة'' البسيطة عن 40 مليون سنتيم، ويقدر سعر أبسط خاتم ب 5,2 مليون سنتيم.
الفضة لم تسلم هي الاخرى من الارتفاع الكبير في اسعارها والوضع لا يختلف كثيرا في محلات بيع الفضة، لأن الأخيرة أيضا ارتفعت أسعارها بشكل قياسي وغير مسبوق، حيث أصبح سعر الغرام منها لا يقل عن 300 دينار للمستوردة، و2000 دينار للمحلية بعد أن كان لا يتجاوز ال 500 دينار للغرام قبل سنتين· غير أن هذا الارتفاع لم يؤثر على مبيعاتها، لأن الجزائريين تحوّلوا لشرائها بعد أن أداروا ظهورهم للمعدن النفيس، وهي الحالة التي أسالت لعاب صائغي الذهب وتحوّل الكثيرون منهم إلى تحويل الفضة بدل الذهب نزولا عند طلبات الزبائن الذين أصبح الكثيرون منهم يختارون تقليد الطقم أو القطعة الذهبية نفسها بجعلها من الفضة وطليها بالذهب، لأن استخدامها سيقتصر على الزينة فقط .
"الدلالة" يقتنصون فرصة ارتفاع سعر الذهب في المحلات عكس السنوات الماضية التي كان فيها الجزائريون يحتفظون بمعادنهم النفيسة للادخار ونادرا ما يقدمون على بيعها، في الوقت الراهن أصبح البيع ميزة عند كل من يملك الذهب -حسب بعض الصائغين- حيث ذكر بعضهم أنه في ظل الإقبال الكبير على البيع لم تعد لهم القدرة على شراء كل ما يعرض عليهم، لأنهم ليسوا في حاجة له، لأن إعادة بيعه تتطلب وقتا ولا يملكون المال الكافي لشرائه في ظل تكدس السلعة وتراجع مستويات المبيعات. هذه الوضعية التي أثرت بشكل كبير على أصحاب المهنة الرسميين، وجد فيها ''الدلالين'' ضالتهم بالرغم من تراجع الإقبال على شراء منتجاتهم، غير أن انخفاض أسعار عرضها مقارنة بما هو موجود في المحلات ساعدهم في الحفاظ على بعض زبائنهم خاصة المقبلين منهم على الزواج، حيث أصبحوا يختارون شراء الذهب المحلي بدل المستورد تماشيا وميزانياتهم المحدودة وتكاليف العرس الباهظة·
الذهب سيرتفع بثلاث مرات مع حلول عام 2014 تنبأت مجلة ''فوربس'' الأمريكية التي تهتم بإحصاء الثروات ومراقبة نمو المؤسسات والشركات المالية حول العالم، بأن أسعار المعدن الأصفر مرشحة للارتفاع أكثر خلال الأشهر القادمة، وتوقعت ارتفاع سعره بثلاث مرات مع حلول عام 2014 وبخمس مرات مع نهاية عام 2015 بسبب السياسة الجديدة للبنوك العالمية التي اختارت شراء الذهب لزيادة إجمالي احتياطاتها بعيدا عن الاعتماد على عملة الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية.