في الوقت الذي يقضي فيه بعض المترفين ساعات بعد الإفطار في المستشفى، من التخمة و التهام كل ما على الطاولة من مأكولات وحلويات، يوجد بالمقابل أناس آخرين يدخلون المستشفى ويشكون من ألم في البطن يعني نفس الشيء مع المترفين، لكن الفرق الوحيد أن النوع الأول يشكون من ألم الشبعة والتخمة، والثاني يشكو ألم البطن من شدة الجوع، وهنا تطرح علامة استفهام كبيرة عن معنى الصيام لدى شرائح واسعة من الذين يدخلون السوق فلا يتركون فيه شيئا، ففي شهر التراحم والمودة ، يوجد ناس وبشر بيننا يدخلون الأسواق معنا ويخرجون فيه معنا و الفرق بيننا وبينهم أننا نخرج محملين بما لذ وطاب ويخرجون هم خاليي الوفاض، وهي إشكالية كبيرة وخطيرة في نفس الوقت ، لأن الشهر الكريم الذي كان ينتظره الناس في زمن ما بفارغ الصبر ليس من أجل تزيين الموائد ولكن من أجل أن يعترضوا الطرقات ويقطعوها على الناس كي يحل الناس ضيوفا عندهم ويفطرون معهم ، صار اليوم مجرد شهر للشهوات وتعذيب النفس بالجوع والعطش، أما الأجر فتلك حكاية أخرى كان يمكن أن ينالها المترف الذي دخل المستشفى يشكو من الم البطن جراء " الشبعة " لو اقتسم ما فاض عليه من خير مع من احتاجه ودخل على إثره المستشفى من الجوع، ولو فعل ذلك لربح الأجر وربح صحته ولما دخل لا هو ولا الجائع المستشفى ولبات كليهما شبعانا قرين العين، ولكنه الجشع في زمن أنا وبعدي الطوفان .