وزارة السكن قررت إقامة 50 الف وحدة سكنية على اراضي متيجة، أخصب الأراضي الفلاحية في الجزائر، وبدلا من إقامة مدن جديدة في مناطق أخرى خارج العاصمة وخارج متيجة وفي التضاريس التي لا تصلح للفلاحة وما أكثرها في بلادنا، فإننا اليوم نقوم بتحطيم خزان الجزائر الفلاحي وصمام أمانها الغذائي، ولست افهم سر هذا الإصرار على إقامة وحدات سكنية جديدة في العاصمة، ولماذا لا يتم بناء مدن جديدة خارج هذه العاصمة التي لم يبقى منها سوى الإسم، مدن فيها كل مستلزمات الحياة من مناطق صناعية وأماكن ترفيه وحتى وزارات وهيئات أخرى، وإن كانت أوربا في عهد الإستعمار قد أكلت مم انتجته خيرات متيجة من حمضيات وخضروات وقمح، إلا أننا كشعب لن نجد في قادم الأيام ما نزرعه ولا ما نحصده سوى زراعة" البيطون" وحصد "الياجور" وغباره، ويا ليتنا نشيد على هذه المتيجة الرائعة بنايات تكون في المستوى على الاقل نستر بها الكارثة التي نرتكبها في حق الفلاحة، ولكننا لا نبني في واقع الحال سوى مكعبات وعلب كارتون تسمى بيوتا وفلات وعمارات، ومع مرور السنوات تصبح مرتعا للجرذان وكل أشكال الجريمة والقمامة ، والأكيد أنه مع واقع مثل هذا سيختفي الربيع والفصول من هذه البلاد إلى الابد مع اختفاء متيجة، بل ليس هذا وحسب بل حتى الطيور التي عهدناها ستختفي كلما ظهرت عمارة او بناية ما في منطقة متيجة، ومن يدري قد نبني شارعا كبيرا بحجم متيجة على أرض متيجة ونسميه "شارع متيجة".