أحدث الهجوم بمواد كمياواية على ابرياء وعزل في سوريا هزة كبيرة ليس في المنطقة العربية فقط ولكن في العالم باسره، إلا أن ما تخفيه هذه الجريمة قد تشبه كثيرا تلك التي حدثت في حلبجة العراقية حين تم ابادة الأكراد بالسلاح الكمياوي، واتهم حينها النظام العراقي الذي كان على راسه صدام حسين باقتراف الجريمة لتكشف الجريمة بعد سنوات وبعد الاطاحة بنظام صدام حسين، حيث كشقت الأطراف نفسها التي اتهمت صدام حسين بإبادة الأكراد أن الاسلحة الكمياوية التي تم بها قتل الاكراد ليست موجودة أصلا في العراق، والسناريو بنفس الطريقة يتكرر الان مع سوريا، ففي الوقت الذي يتواجد فيه فريق لمفتشين الدولين عن الأسلحة الكيمياوية في دمشق، يتم القضاء على مئات من العزل عن طريق اسلحة كيمياوية محضورة، والتهمة يتم مباشرة تعليقها على النظام السوري، في مسرحية غريبة وقذرة لا تدل سوى ان الهدف من كل هذا هو محاولة توريط لنظام السوري باي طريق كانت، ولو كان النظام السوري بهذا الغباء الكبير لما صمد كل هذه المدة في مواجهة هذه الحرب التي لم تترك لا الأخضر ولا اليابس، والأكيد أن اليأس وصل بأعداء سوريا مبلغه لدرجة أن تم حبك هذه المسرحية كما تم حبكها من قبل للرئيس صدام حسين ليظهر في الأخير أن الاسلحة المحظورة التي تم بها قتل الأكراد باعتها موسكو لدولة واحدة فقط وهي إيران، ولكن الحديث عن هذه القضية تم بعد اعدام الرئيس العراقي، وربما هو الأمر نفسه الذي سيحدث بعد أن يتم تحييد النظام السوري عن المشهد العربي، الجريمة التي حدثت أمس تحمل بصمات مؤامرة دنيئة تشترك فيها أطراف عربية وأجنبية تحاول بكل ما أوتيت من قوة الخلاص من النظام السوري ومحوه من المشهد العربي باسرع وقت، والهدف هو تأليب الراي العام العربي والعالمي وحتى السوري على النظام من أجل إضعافه والاجهاز عليه، بعدما عجزت المعارضة ومن تحالف معها من العرب والعجم على اسقاطه، وكما سلف وان قلنا فإن النظام السوري ليس بهذا الغباء المفرط الذي يورط فيه نفسه في هكذا جريمة بحضور مفتشيين دوليين ليكونوا شهودا على رعونته، وعلى وسائل الإعلام الجادة أن تبحث من الآن عن الحقائق وتميط اللثام على ما حدث وان لا تستقي معلوماتها من وسائل إعلم ومن التصريحات التي يعرف الكل اتجاهها .