أعلن الرئيس السوري بشار الاسد أنه إذا تضمن مؤتمر جنيف 2 وقف تمويل الإرهابيين بالمال وامدادهم بالسلاح ومساعدتهم على الدخول الى سورية فلن تعد هناك مشكلة في حل الأزمة. وقال ان "المشكلة السورية ليست معقدة كما يحاول البعض اظهارها.. التعقيدات تأتي من التدخل الخارجي"، مشيرا إلى أن "السلاح موجود في سورية منذ حصل غزو العراق تم دخول كميات كبيرة من السلاح إلى سورية ولكن المشكلة هي الظروف المهيئة لاستخدامه بالإضافة إلى توريد كميات أخرى من الخارج.. دفع الأموال.. المظاهرات في البداية التي تحدثنا عنها والتي نسميها المرتزقة.. كانت مظاهرات من أجل المال فقط.. يخرج المتظاهر لمدة نصف ساعة يقبض المال على هذه الصورة أو الفيديو ويعود لمنزله.. هذه كانت الأمور بكل بساطة.. وكانت المجموعات المسلحة.. مجموعات مختلفة.. تأتي لهذه المظاهرات تحت عنوان الحماية وتقوم بإطلاق النار". الأسد: المعارضة بنية سياسية لا تحمل السلاح وترفض التدخل الخارجي واوضح الاسد مفهومه لأية معارضة وقال ان "المعارضة هي بنية سياسية لها قاعدة شعبية ولها برنامج سياسي واضح، وهي بنية داخلية ليست مرتزقة من الخارج ولا تأخذ أوامرها من الخارج.. برامجها ليست من الخارج ولا تقبل بالتدخل الخارجي ولا تحمل السلاح". ورأى الرئيس السوري أنه "في المرحلة التي سبقت الأزمة في سورية، وتحديدا قبل الأزمة بحوالي شهرين، أي في جانفي/فبراير 2011 كان هناك تحريض شبه يومي في كل وسائل الإعلام من أجل القيام بمظاهرات"، معتبرا أن الأزمة ابتدأت من الخارج، وأن التحريض ابتدأ من الخارج، ولم يبدأ من الداخل"، وما يدل على ذلك "عدم الاستجابة الداخلية في البداية".
الأسد: نجاح التدخل الخارجي يستند إلى خلل داخلي وأضاف قائلا "من البديهي عندما يكون هناك تدخل خارجي فهو يستند إلى خلل داخلي.. لو لم يكن لديك خلل داخلي لا يمكن أن ينجح التدخل الخارجي.. وأنا دائما أتحدث عن مسؤوليتنا نحن كسوريين أولا فيما يحصل.. نستطيع أن نلوم الغرب ودول الخليج وتركيا ولكن بالمحصلة النهائية نحن المسؤول الأول.. طبعا لدينا حاجة للإصلاح.. لدينا فساد.. لكن كم من هذه الأشياء طرح بشكل صادق وجدي.. وكم من هذه الأشياء طرح كقناع من أجل خلق الفوضى". وأكد الأسد أن بلاده أصبحت الآن في "مرحلة الصراع مع القاعدة وتفرعاتها المختلفة، وما يسمى داعش وجبهة النصرة وغيرها". وأكد الأسد أن "الحرب المعلنة بدأت عندما ظهر إلى العلن كحرب مع صور ومع سيارات عليها مختلف أنواع الأسلحة بعد رمضان 2011 لكن السلاح كان موجودا منذ الأيام الأولى ولكن كان يستخدم ويقال ان من قتل هو الأمن أو الدولة أو الجيش وكان يستخدم ويسوق أن كل ما يحصل هو سلمي ولكن الدولة تقمع المظاهرات السلمية".
الأسد: واشنطن حاولت اقناعنا بالترغيب والترهيب لنكون جزءا من الحملة على العراق عام 2003 وكشف الأسد أن واشنطن حاولت كثيرا أن تقنع دمشق بأن تكون جزءا من الحملة على العراق، قائلا "كان ذلك قبل قمة شرم الشيخ التي انعقدت في بداية شهر آذار في عام 2003 ومن خلال مجيء المسؤولين الأمريكيين إلى سورية.. كانت هناك محاولات ترهيب وترغيب من أجل أن نصمت.. في قمة شرم الشيخ كان صوتنا ربما الأعلى في رفض الحرب.. لأننا رأينا أن قمة شرم الشيخ كانت قمة لغزو الأمريكي للعراق.. فكان لا بد من أن تدفع سورية الثمن.. وكانت زيارة كولن باول المشهورة في ذلك الوقت بعد ثلاثة أسابيع من غزو العراق وكان العالم في ذلك الوقت من دون استثناء قد انبطح أمام ما اعتقدوا بأنه النصر الأمريكي.. وبدؤوا بتقديم فروض الطاعة والولاء.. فأتى كولن باول في ذلك الوقت وكان مزهوا بنفسه ويتحدث عن كيف دخلت القوات الأمريكية خلال أسابيع إلى بغداد.. ويلمح إلى أن الكونغرس الأمريكي يحضر لقانون آخر لمحاسبة سورية.. أكثر شدة وقسوة من القانون السابق.. وكل الكونغرس ينتظر عودة كولن باول لكي يقرر ما الذي سيفعله مع سورية". وأضاف الأسد أن باول "قال إنه لم يبق لكم صديق أو أمل سوى أنا وزيارتي.. وهي الزيارة الأخيرة.. ومبنية على عدة مطالب.. وهي بشكل أساسي إخراج الفصائل الفلسطينية أو قياداتها حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية.. خارج سورية.. النقطة الثانية.. هي منع دخول وتسليم أي من القيادات العراقية المطلوبة للولايات المتحدة.. وللقيادة العسكرية بعد الغزو.. طبعا إيقاف التعامل مع حزب الله والمقاومة في لبنان ووقف الدعم.. ولكن الطلب الأخطر الذي لم أذكره سابقا هو أنهم طلبوا منا منع دخول أي من الكفاءات العلمية والعلماء وأساتذة الجامعات إلى سورية". وتابع قائلا "هذا ما فسر لاحقا بعمليات الاغتيال المنهجية للكفاءات العلمية في العراق. قتلوا مئات من العلماء.. أي أنها عملية تجهيل حقيقية.. وهو ما كان مطلوبا لتدمير العراق حقيقة.. تدمير هذه العقول"، مشيرا إلى أن رد دمشق على الطلب الأمريكي كان "استقبلنا من تمكن من المجيء إلى سورية من هذه الكفاءات.. وقمنا بإيجاد شواغر لهم في الجامعات السورية". وأوضح الأسد أن "الترغيب كان من خلال أن الولاياتالمتحدة ستقوم بإطلاق عملية السلام.. قلنا إن هذه الوعود سمعناها في عام 1991 على خلفية مشاركة سورية في حرب تحرير الكويت.. ولم يحصل شيء.. لم تقم الولاياتالمتحدة بأي عمل جدي من أجل إنجاح عملية السلام.. تهربت من كل التزاماتها.. فنحن بالنسبة لنا أي وعد أمريكي هو مجرد وعد وهمي.. لا نثق بالولاياتالمتحدة". وأعاد الأسد للأذهان أن المطلب السوري هو استعادة الجولان. الأسد: السعودية تنفذ سياسات الولاياتالمتحدة بكل أمانة واتهم الاسد في مقابلة مع قناة "الميادين" الفضائية السعودية وقطر وتركيا بدعم الإرهاب في سورية، لافتا الى أن السعودية تدعم المجموعات المسلحة علنا و"تنفذ سياسات الولاياتالمتحدة بكل أمانة"، حسب تعبيره. ورأى الاسد أنه "اذا أراد أمير قطر الجديد أن يغير السياسة القطرية تجاه سورية فذلك يتطلب عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية وعدم دعم الإرهابيين، وهذا هو الحد الأدنى الذي تطلبه سورية من أي دولة ساهمت في سفك الدماء في سورية". وقال "قطر كانت تدعم علنا هذه المجموعات.. قطر تكفلت بهذا الموضوع في بداياته حتى مرور سنتين أو أقل بقليل حتى دخلت السعودية على الخط.. ولكن كانت قطر بالدرجة الأولى وتركيا بالدرجة الثانية.. قطر بالتمويل وتركيا بالدعم اللوجستي. الأردن ممر.. في المراحل الأولى كان بعيدا.. لكنه دخل على الخط مؤخرا منذ أقل من عام". الأسد: لا مشكلة في محاورة أي جهة تبتعد عن السلاح والإرهاب وقال انه لا توجد لدينا مشكلة أن نحاور أي جهة بشرط أن تبتعد عن السلاح والإرهاب ودعوة الأجانب للتدخل في سورية عسكريا أو سياسيا أو بأي شكل من الأشكال. وحول "الجيش الحر" ومدى استعداد دمشق لمحاورته أكد الرئيس السوري استعداده للقبول بذلك، موضحا انه "لا توجد مشكلة. نقول كل هؤلاء الذين هربوا لأسباب مختلفة.. جزء كبير من هؤلاء - لا أريد أن أبالغ - لكن جزءاً لا بأس به قرر العودة أيضاً لأسباب مختلفة، فكنا مرحبين بهذا الشيء، البعض منهم عاد الى عمله في كنف الدولة، البعض من هؤلاء الذين تتحدث عنهم يقاتل مع الجيش وسقط منهم شهداء خلال الأشهر الأخيرة".
الأسد: الأخوان المسلمون انتهازيون وارهابيون وفيما يخص الأخوان المسلمين قال الأسد "تثبتت نظرتنا أن هذه المجموعة (الاخوان المسلمين) هي مجموعة إرهابية وانتهازية.. والسنوات منذ مجيئي الى هذا المنصب حتى الأزمة السورية أثبتت في أكثر من مفصل أنها مجموعة انتهازية تعتمد على النفاق وليس على الدين.. تستخدم الدين من أجل مكاسب سياسية.. وثبت هذا الشيء في مصر مؤخرا ويثبت في سورية كل يوم". وأضاف قائلا "أننا بعد أزمة الأخوان المسلمين في سورية في الثمانينات حاورنا الاخوان كمجموعة.. كتيار.. كحزب.. بغض النظر عن التسمية.. أو كجماعة كما يسمون أنفسهم.. وأثبتوا بأنهم غير صادقين بالعودة الى الخط الوطني. مع ذلك حاورنا شخصيات منهم وقرروا الانسحاب من الجماعة والعودة للعمل الوطني.. وعادوا إلى سورية. البعض منهم عاد إلى العمل الدعوي في المجال الديني.. لكنهم خرجوا من العباءة السياسية للاخوان".
الأسد: اعتبار تدمير الكيميائي أوقف الحرب فهذا كلام غير دقيق تماما واشار الأسد حول مسألة تدمير السلاح الكيميائي السوري والتهديد الأمريكي بشن عدوان على بلاده قائلا "أما أن نقول ان موضوع الكيميائي أوقف الحرب فهذا كلام غير دقيق تماما.. أولاً لأن الولاياتالمتحدة دولة عدوانية وتستطيع كل يوم أن تبحث عن مبرر لكي تشن حربا.. فلو أنقذت نفسك بهذه المبادرة.. بعد شهر سيكون هناك مبرر آخر تخترعه الولاياتالمتحدة من أجل التهيئة لحرب جديدة على سورية". وتابع "موضوع المبادرة الروسية أتى في إطار مختلف تماما.. طبعا لا شك بأن جانبا من هذه المبادرة كان يهدف إلى استبعاد أي عمل عسكري.. ليس فقط هذه الضربة وإنما أي عمل عسكري بشكل عام.. ولكن هناك جوانب أخرى.. الجانب الأهم.. نحن الآن أمام توازن دولي جديد.. وكانت المبادرة الروسية جزءا من الأدوات السورية والروسية لتعزيز هذا التوازن الدولي الجديد بالشكل الذي يخدم مصالح سورية"، مؤكداً أن "نقول بأن هذه المبادرة أوقفت الحرب هي نظرة محدودة وضيقة جدا وبعيدة عن الواقع وساذجة". ولفت إلى أنه "كان من الضروري لسورية أن تقوم بالاستجابة لهذه المبادرة مع الأخذ بعين الاعتبار بأن السلاح الكيميائي تم إيقاف إنتاجه في سورية منذ عام 1997 وسورية في عام 2003 طرحت مبادرة لنزع أسلحة الدمار الشامل من الشرق الأوسط.. أي ان سورية منذ ذلك الوقت مستعدة للتخلي عن هذا السلاح ولكن كان المطلوب أن نستخدم هذه الورقة في إطار آخر".
الأسد: لا موعد رسمي لجنيف 2 وفيما يتعلق بمؤتمر جنيف 2 أوضح الأسد أن لا موعد رسمياً حتى اللحظة لعقده و"لا يوجد موعد.. ولا يوجد عوامل تساعد على انعقاده الآن إذا أردنا أن ينجح.. بمعنى من هي القوى المشاركة فيه... هل هي قوى ممثلة للشعب السوري أم قوى ممثلة للدول التي صنعتها وشدد الأسد على أنه "إذا تضمن مؤتمر جنيف وقف تمويل الإرهابيين فلا توجد مشكلة في سورية.. عندما يتوقف تمويل الإرهابيين بالمال وإمدادهم بالسلاح ومساعدتهم على المجيء إلى سورية لا توجد أي مشكلة في حل الأزمة في سورية. المشكلة السورية ليست معقدة كما يحاول البعض إظهارها.التعقيدات تأتي من التدخل الخارجي.. والحقيقة هي ليست تعقيدات.. هي إذكاء النار المشتعلة".
الأسد: الابراهيمي في الزيارات السابقة لم يقدم شيئاً
وكشف الأسد أن الابراهيمي لم يقدم شيئاً وفي "الزيارة الثالثة حاول أن يقنعني بضرورة عدم الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة عام 2014 وهذا الكلام كان في نهاية 2012 طبعا كان جوابي واضحا.. هذا الموضوع موضوع سوري غير قابل للنقاش مع أي شخص غير سوري". واضاف: " نأمل من الابراهيمي معرفة مهامه بدقة عندما يعود الى سورية". ودعا الأسد الأخضر الإبراهيمي إلى الالتزام "بمهامه.. ألا يخرج عن إطار مهامه"، مشيرا إلى أنه "مكلف مهمة وساطة.. الوسيط يجب أن يكون حياديا في الوسط.. لا يقوم بمهام مكلف بها من قبل دول أخرى.. وإنما يخضع فقط لعملية الحوار بين القوى المتصارعة على الأرض.. هذه هي مهمة الأخضر الإبراهيمي". ولفت الى ان سورية لم تتردد في التحالف مع كل الدول الساعية من أجل مكافحة الإرهاب، من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية.