خرجة تلفزيونية جديدة للأسد يؤكد فيها التزامه بقرار مجلس الأمن توقع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي في مقابلة مع "العربية" عقد مؤتمر جنيف 2 في أواسط نوفمبر، إلا أن العقبة الأساسية تتمثل في تلكؤ طرفي النزاع وبرودتهما إزاء المؤتمر؛ فالنظام وعلى لسان المعلم رفض مشاركة من سماها بالمعارضة غير المرخص لها.. في حين تطالب المعارضة بضمانات عربية وخليجية. ولا يحسد المبعوث الأممي المشترك على مهمته الأصعب حتى الآن في التحضير لمؤتمر جنيف 2، فالخلافات والاشتراطات من قبل طرفي النزاع ابتدأت قبل أن يبدأ الإبراهيمي هذه المهمة. ورغم الاتفاق، فإن دمشق وضعت لائحة اشتراطات لمشاركتها في المؤتمر، تبدأ من رفضها مشاركة الائتلاف السوري مرورا بحصرها المشاركة بالأحزاب التي وصفتها بالمرخص لها وانتهاء برفض قاطع للحديث عن تخلي الأسد عن السلطة. أما المعارضة التي تخوض أزمة ثقة داخلية، فاشترطت ضمانات عربية وخليجية لحضورها جنيف اثنين، ورفضت مشاركة إيران فيه. لا ينكر الإبراهيمي الصعوبات التي وضعها أمامه النظام والمعارضة.. صعوبات أقر الإبراهيمي بأنها قد تنسف فرص عقد المؤتمر من الأساس. من ناحية أخرى، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده ستلتزم بالقرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي حول نزع أسلحتها الكيمياوية. ورداً على سؤال من تلفزيون "راي نيوز-24" الإيطالي عما إذا كانت دمشق "ستلتزم بقرار مجلس الأمن الذي يطلب من سوريا إزالة جميع أسلحتها الكيمياوية"، قال الأسد "سنلتزم بالطبع، وتاريخنا يظهر التزامنا بكل معاهدة نوقعها"، مضيفا "انضممنا إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيمياوية قبل ظهور هذا القرار إلى الوجود"، مشيرا إلى أن سوريا ستفعل ذلك "طبقا لجميع بنود المعاهدة، ليس لدينا أي تحفظ". وعن التقارب الأمريكي الإيراني الذي تجلى هذا الأسبوع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الأسد "أعتقد أن هذا سيكون له أثر إيجابي على ما يحدث في سوريا". وردا على سؤال عن دور محتمل لدول أوروبية في المفاوضات التي يفترض أن تعقد في منتصف يناير في جنيف، قال الرئيس السوري "بصراحة، إن معظم البلدان الأوروبية اليوم ليست لها القدرة على لعب ذلك الدور، لأنها لا تمتلك العوامل المختلفة التي تمكنها من النجاح"، معتبرا أن "معظم البلدان الأوروبية تبنت الممارسة الأميركية في التعامل". ورفض الأسد، من دون أن يسميه مشاركة الائتلاف الوطني المعارض في مؤتمر جنيف، وكذلك كل أطياف المعارضة المسلحة، وقال "المسلحون لا نسميهم معارضة بل إرهابيون. المعارضة كيان سياسي وبرنامج سياسي ورؤية سياسية.. إذا كانت هناك أسلحة وتدمير وقتل واغتيال فهذه ليست معارضة، هذا يسمى إرهابا في جميع أنحاء العالم". وتابع "يمكن لأي حزب سياسي أن يحضر ذلك المؤتمر، لكننا لا نستطيع التحدث على سبيل المثال إلى منظمات تابعة للقاعدة أو إلى إرهابيين. لا نستطيع التفاوض مع أشخاص يطلبون التدخل الخارجي والتدخل العسكري في سوريا".