ارتفعت درجات البرد في الكثير من المناطق وارتفعت معها معاناة " حمالات الحطب" من نسوة القرى والمداشر والمناطق النائية الذي لم يصلهن الغاز فصرن " حمالات الحطب" وما يحز في النفس ان الجزائر بكل شساعتها وما فيها من اراض خصبة تتذيل حتى ترتيب الدول الافريقية في مساحات الغابات، لدرجة أن مالي تتفوق على الجزائر في شساعة غاباتها وكثرتها حسب أحد التقارير المتعلقة بالبيئة، بعدما تم حصد أشجارنا التي عمرت مئات السنين ليغرس مكانها البيطون، وصار البؤساء في المناطق النائية لا يجدون حتى حطبا يحتطبونه لتدفئة أجساد تكاد تصير هي أخشابا من شدة البرد. اكثر من نصف قرن على استقلال البلاد وما تزال امهات وجدات في قرانا تحملن ركاما من الأغصان الجافة والبالية يقطعن بها كيلومترات عديدة لإيصالها إلى الأكواخ، ومصيبتهن ليس في الاحتطاب وعدم توفر الغاز ولكن في تقليص المساحات الخضراء والغابات التي تحولت بين فترة الإرهاب و" ضحاها" إلى مصانع وفيلات وعمارات ومآرب أخرى، هؤلاء البؤساء الدين يعيشون في المداشر والقرى النائية لم يطلبوا غازا بل مجرد ان يترك لهم بعض ما بقي من غابات قريبة ليحتطبوا منها ويعيشون، بعدما صارت بعض الضروريات عندنا احلام عصية التحقيق.