أكد محمد رباح ضيف شرف الليلة الخامسة أن تأثر الشباب بشيوخ الشعبي إلى حد التقليد ظاهرة صحية، وأوضح أن الظاهرة منتشرة منذ زمن وليست وليدة اليوم،ولا ضرر في أن يقلد شاب صاعد قامة كقروابي أو العنقا مثلا لأنهما وكثير من الشيوخمن مدرسة واحدة رغم بعض الاختلافات.وفي بداية المشوار حسبه يمكن اعتبار ذلك التقليد تكوينا أو تدريبا ليصبح الشاب معروفا ولديه جمهور فينتقل إلى مرحلة البحث عن بصمة خاصة، وهذا حسب ما جاء في الموقع الرسمي للمهرجان الثقافي الوطني لاغنية الشعبي في طبعته العاشرة. وقال: "أغنية الشعبي موجودة في كل ولايات الوطن دون استثناء واعرف فنانين في هذا الطابع من ولاية غرداية لان الشعر الشعبي أو الملحون موجود في كل مناطق الجزائر..وعليه من يقول انه وليد القصبة أو باب الواد في العاصمة مخطئ"
ماذا تقول عن مشاركتك اليوم كضيف شرف الطبعة العاشرة للمهرجان؟ أكيد سعيد جدا بدعوتي للمرة الثانية للمشاركة في فعاليات المهرجان الوطني لأغنية الشعبي الذي يعتبر امتدادا لمهرجان الشعبي الذي كانت تنظمه لجنة الحفلات بقاعة ابن خلدون في الثمانينات.والذي توجت فيه سنة 1994 بالجائزة الأولى ماذا تغير بين مهرجان الأمس واليوم ؟ كما قلت هو استمرارية لأنه لا يزال محافظا على نفس الأهداف وعلى رأسها اكتشاف المواهب الشابة المؤهلة لحمل مشعل هذا الفن .تكونت في جمعية أندلسية وأنا عازف على آلة العود وكنت محظوظا لأني عملت كموسيقي مع عدد كبير من شيوخ الشعبي وفي مقدمتهم الشيخ الهاشمي قروابي
هل لا تزال الأعراس والأفراح تطلب فناني الشعبي في ظل التغيرات التي يعرفها المشهد الفني الذي سيطرت فيه أغنية الراي والسطايفي ؟ الحمد لله لا يزال الجزائريون حريصون على حضور أغنية الشعبي في أعراسهم وأفراحهم.وأنا شخصيا التقي جمهوري بصفة دائمة من خلال الأعراس أؤكد أن نجاح شيوخ الشعبي بدا من الأعراس
***الأستاذ طوبال: "الحرازموجود في الجزائر واقترح خلق فضاءات شعبوية"
اعتبر الفنان توفيق عون الذي كان ضيف شرف السهرة الثانية من المهرجان الوطني لأغنية الشعبي في طبعته العاشرة، أن المهرجان فرصة للمواهب الشابة من أجل الظهور ومقابلة الجمهور، ناهيك عن الاحتكاك بأساتذة كبار في هذا الطابع الموسيقي الذي يعد مرآة الشعب تعتمد كثيرا على المخطوطات في بحوثك العلمية ..ماهي أهم المخطوطات التي شكلت الإضافة ؟ حصلت على مخطوط يؤكد أن الحاج العنقا كان يكتب باللغة العربية ،ويشير المخطوط الذي نظم فيه "محبوبي نمشيلو الحبيب العدنان" في 10 جانفي 1950 إلى تعليق أو إجازة من أستاذه الأدبي احمد بن زكري .الكثير من الإشاعات روجت لفكرة أن الحاج العنقا لا يدرك اللغة العربية أو لغة الشعر الملحون وهذا خطا شائع والحمد لله وفقت في نفيه بالدليل هل يلعب البحث العلمي دوره كفاية في تغيير المغالطات الشائعة في الوسط الفني؟ نعم ..هذه أيضا من المغالطات الشائعة ..محمد النجار لم يكن تلميذ الشيخ المغراوي ولم يعاصره أصلا.محمد النجار هو تلميذ الشيخ الجيلالي متيرد وهذا الأخير كان زوج أمه وعاشوا في القرن ال13ه أي القرن ال19م.والدليل أن النجار نظم "العرفاوية" وجاء في بيت السلام تاريخ النظم "تاريخ نظامي ما أخفاش 30 لمن يقراه" أي 30 إضافة إلى القاف أي 100 ونصف الراء 100 والألف نحصل على سنة 1230ه لان القصيد لا يؤرخ بالميلادي أما قصائد المغراوي ومنها "التفافح" فتؤرخ في القرن ال17 م وبالتالي من المستحيل أن يكون عاصره وربما هو تلميذه روحيا من شدة التأثر بقصيده لا أكثر ماذا تقترح لتقريب الأكاديميين من الفنانين والموسيقيين؟ هذه البحوث الأكاديمية للأسف لا تصل إلى الفاعلين أو الإعلام وعليه اقترح إنشاء فضاءات شعبوية وليس نخبوية تكون مفتوحة للجميع .المخطوطات مثلا لا نجدها عند الدكاترة وإنما عند أناس بسطاء جدا حافظوا عليها هل تشترون المخطوطات من أصحابها الذين حافظوا عليها وتناقلوها ؟ أنا شخصيا احصل عليها من باب الثقة لأنهم يثقون في بحوثي وبدوري وحفاظا على الأمانة العلمية اذكر دائما وفي كل إصداراتي المصدر واذكر الأشخاص الذين سلموا لي المخطوطات بالاسم أحياء كانوا أو أمواتا.لكن للأسف نواجه بعض العراقيل عندما نطبع الكتب وأنا مثلا لا يزال كتابي الجديد ومنذ أربعة أشهر في المطبعة عند الناشر في انتظار أن تفصل لجنة القراءة فيه هل من جديد علمي سيرى النور في المستقبل القريب؟ جديدي هو "متيم الحراز" وهو كتاب مزدوج اللغة "عربية وفرنسية" مع الأستاذة ليلى عليان ..الحمد لله كنت أول جزائري يكتب قصيدة "الحراز" وعمدت إلى إصدار الكتاب لان "الحراز" مغاربي وموجود في الجزائر كما في المغرب أيضا وليس حكرا على أي دولة
***كحيل بن يوسف ضيف شرف السهرة الخامسة: "شكرا للمهرجان الذي منح فرصة التلاقي لكل أجيال الشعبي"
كيف يقدم كحيل بن يوسف نفسه لقراء موقع المهرجان؟ فنان مولع بأغنية الشعبي من مدينة مليانة ولاية عين الدفلى ،بدأت مسيرتي الفنية في الثمانينات.تأثرت ككثير من أبناء جيلي بالشيخ محمد العنقا –رحمه الله-.وبعدها اكتشفت الشيخ أعمر الزاهي والشيخ قروابي وكان لهما تأثيرا كبيرا على كل فناني جيلي وحتى أجيال اليوم أيضا.أحب أداء أغاني من الريبارتوار الجزائري القديم وخاصة قصائد الشيخ بن ساهلة والشيخ بن تريكي كثيرون يشبهون خامة صوتك وطريقة أدائك للفنان الراحل رشيد نوني..صدفة أم تقليد؟ لا أقلده .. هي صدفة فقط ..صوتي يشبه صوته كثيرا ،وكان لي الشرف أن عرفته وعايشته أيضا .كان فنانا مميزا نجح في تقديم نفسه بطريقة خاصة ومتفردة رغم سيطرة شيوخ الشعبي ممن سبقوه ولكنه فرض نفسه في الساحة الفنية لأنه قدم قصائد جديدة ونادرة هل هذه أول مشاركة لك في المهرجان الوطني لأغنية الشعبي ؟وماذا ستقدم لجمهورك كضيف شرف الطبعة العاشرة؟ هذا المهرجان مهم جدا لأنه يقدم جيلا جديدا للساحة الفنية ويعطي فرصة للمواهب من مختلف ولايات الوطن لصعود الخشبة ولقاء الجمهور وهي فرصة ذهبية .وعلى الفنانين بذل كل الجهود لتطوير هذا الطابع الموسيقي والمحافظة عليه بالابتعاد على أداء طقطوقات "الفاست فود" –إن صح التعبير-علينا مسؤولية كبيرة تركها الشيوخ وعلينا أن نكون خير خلف لعمالقة كتبوا أسمائهم بأحرف من ذهب في تاريخ أغنية الشعبي على مر السنوات اخترت تقديم طقطوقات أو مشامل من نصوص بن سليمان وبن سايب
***قصائد فحول الشعر الملحون الجزائري تدوي بفضاء أقورا
ترّبعت الأغنية الشعبية على نفحات الليلة الخامسة من عمر المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي في طبعته العاشرة ،حيث تنافس 4 مترشحين شباب أمام جمهور العائلات العاصمية في أجواء مميزة وحميمية ، حيث إعتلى الرباعي المترشح صهوة ركح فضاء أقورا برياض الفتح كما تدفق الجمهور من عشاق الموسيقى الشعبية التراثية التي تحيلنا إلى زمن الجميل المزهر للظفر برحلة فنية مادتها القصائد الشعبية والأداء الراقي لشباب إختاروا الغوص في عوالم فن الأغنية الشعبية والفوز بجوائز الدورة تحول فضاء قاعة أقورا برياض الفتح إلى عقد من الجوهر حيث تلألأت عبر أصوات الرباعي المترشح معط الله شمس الدين من خميس مليانة ، عميرات حمدي من عنابة ، براهمي محمد لطفي من الجزائر العاصمة ، كاشبي فاتح من بجاية واستحضرت روح فحول الشهر الملحون من سيدي لخضر بن خلوف وبن مسايب وغيرهم و عمالقة الشعبي ، هذا الفن الأصيل الذي أراد أن يترك بصمته الخاصة في استمرارية التراث الشفوي وانطلقت السهرة التنافسية بأداء المترشح معط الله شمس الدين القادم من زمالة الأمير عبد القادر خميس مليانة الذي قدم قصيدة " محبوبي طال جفاه " للشاعر السيلاني وهو في نوع المديح الديني المليئ بالوعظ و إبراز مناقب الرسول صلى الله عليه وسلم وأشار المترشح أنه متعلق بفن الشعبي منذ صغره ويتابع بشغف أخبار الفن الشعبي ورواده ومجدديه عن كثب كما يهتم بالمهرجانات التي تعني بالأغنية الشعبية ويتابعها وقد إلتحق لتدعيم موهبته بجمعية " الفن الأصيل " لمدة 3 سنوات ومازال يدرس بها إلى اليوم وتتلمذ على يد شيوخها وتعلم أبجديات الأداء الأندلسي وساعده تكوينه في مدرسة الأندلسي كثيرا في ولوج عالم الأغنية الشعبية وممارستها لاحقا وأوضح الفنان الشاب الذي يتقن العزف على آلة الموندول أنه يعشق أداء الشيخ اعمر الزاهي وأكد أن هدفه هو إمتاع الجمهور ومتذوقي فن الشعبي وإسعادهم ، و تفاعل الجمهور بالتصفيق مع أداء المترشح الثاني عميرات حمدي القادم من عنابة من خلال قصيدة " الخزنة الكبيرة " للمتصوف الزاهد الشاعر سيدي لخضر بن خلوف وعبر المترشح الذي يشارك لأول مرة في المهرجان عن سعادته باحتكاكه مع باقي المولوعين بفن الشعبي هو العصامي الذي علمته الحياة معنى الشعبي ويمارس فن الشعبي منذ 10 سنوات كما يحي حفلات الأعراس وكشف المترشح الذي يتقن العزف على آلة الموندول أنه شارك في عنابة في المهرجان الوطني للأغنية الحضرية ويعشق كثيرا صوت الشيخ عبد الرحمان القبي ويفضل أداء قصائد الجد بعيدا عن الطقطوقات الخفيفة تواصلت أجواء التنافس بصعود المترشح الثالث براهيمي محمد لطفي من الجزائر العاصمة على الخشبة وأمام أنظار لجنة التحكيم ، الذي إستطاع أن يأسر الجمهور بأداءه القوي لقصيدة " ياكحل العين والشفر " للشاعر التلمساني الكبير بن مسايب، في وصف جمال الكعبة الشريفة وعطرها الإيماني المنتشر في حناياها وقال المترشح أنه مولوع بالشعبي منذ نعومته واكتشفه في قعدات الحومة أين تعلم أولى أساسيات الشعبي وقصائده ثم إلتحق منذ سنة 1996 لتطعيم تجربته وهوايته بطريقة علمية ومنهجية لأداء هذا الطابع التراثي الأصيل بجمعية " السندسية " حيث إكتشف عالم الأغنية الأندلسية وقواعدها ثم جمعية "مزغنة " وبعدها جمعية " الفنون الجميلة " وأكد أن المدرسة الأندلسية ساعدته ومنحته مفاتيح الولوج للأغنية الشعبية وساهمت في صقل أداؤه وعزفه حيث شارك سنة 2002 بمهرجان الشعبي المنظم بدار الثقافة بالشراقة أين تحصل على المرتبة الرابعة وبعد قطيعة مع الساحة الفنية لمدة 5سنوات عاد سنة 2009 إلى الوسط الفني وأشار المترشح المتخرج بعدة تخصصات علمية و تقنية من جامعة الجزائر أنه يحترم كل شيوخ الأغنية الشعبية على غرار الحاج امحمد العنقى والشيخ الهاشمي قروابي و الشيخ اعمر الزاهي لكنه جد مولوع بشيخه عبد الكريم ثلجة وهو قدوته في الأداء مسك ختام السهرة الخامسة كانت مع المترشح كاشبي فاتح من بجاية الذي إختار أداء قصيد للمتصوف الشاعر سيدي لخضر بن خلوف بعنوان " ذكر الرسول فيه راحة " وقال أنه إختار القصيدة لأنها مديح ديني يتماشى والشهر الفضيل وأجواء الإيمانية والروحية لشهر رمضان وستطرب الحضور من العائلات وعن دخوله عالم الأغنية الشعبية أشار أنه جد لصيق بالفن الشعبي منذ طفولته وانتسب للكونسرفتوار ثم في جمعية الصادق البجاوي وتتلمذ على يد شيخه كمال سطمبولي وقد تمرس في عالم الشعبي وتكون من خلال الحفلات والأعراس التي يحييها وأبدع المترشح القادم من عاصمة الحماديين الذي صدر له مؤخرا ألبوم لايف شعبي في نسج خيوط القصيدة بصوته الرخيم وحضوه وختم وصلته بمخيلص " ياعاشقين زاد شوقي في من هو خير الورى المصطفى خير الأنام "، وتفاعل الحضور مع نخبة الأغاني وعلى إيقاع الموندول طيلة السهرة