تميزت السهرة التنافسية الأولى من يوميات المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي تنافس نخبة من الأصوات القادمة من كل من قسنطينةبجايةوالشلفومستغانم لإمتاع جمهور فضاء أقورا برياض الفتح ليلة حالمة توج فيها الشعبي ملكا الطبوع الجزائرية ، وعبر السهرة الأولى للمهرجان وفي سهرة رمضانية قدمت أسماء من ربوع الوطن التراث فكرمت الشيوخ وحافظت على الموروث من مستغانم إلى بجاية إلى عاصمة الجسور المعلقة قسنطينة إلى الشلف بوابة الغرب الجزائري لتعود أغنية الشعبي إلى العاصمة في إحدى قلاع الشعبي مع نجل الشيخ الراحل عبد الله قطاف. في السهرة الثانية من عمر الطبعة التاسعة من المهرجان وهي الأولى في المنافسة ، حيث إعتلى أربعة مترشحين المنصة ، واستقبل رياض الفتح شيوخه من أهل الفن و العائلات الجزائرية حضرت العرس مرة أخرى في تأكيد على نجاح رهان المحافظة الجديدة للسيد معمر قنة بإخراج المهرجان من القاعات المغلقة إلى الفضاءات المفتوحة، فكان الموعد وكان الشاب القادم من مستغانم عاصمة الظهرة عبد الحق بن زرت في الموعد ليقول : « أنا عيطت لك بالعرج روف لشواري ...« عن قصيد الشيخ المستغانمي الراحل عبد القادر بطبجي في أداء موال مرورا بالساحلي ثم العودة للموال والاختتام بخلاص «يا قوم صلوا على محمد«، عبد الحق المتسابق الأول 24 عاما تكون في الموسيقى، فنهل من كل ألوانها من الأندلسي والشعبي إلى العصري ولا غرابة في ذلك وهو إبن شيخ من شيوخ مستغانم ، يقول أن والده رحمه الله كان وراء بداياته في أغنية الشعبي قبل أن يدعوه لجمعية أندلسية موسومة بجمعية ابن باجة ، أين تتلمذ على أيدي الشيخ فيصل بن كريزي الذي أعانه كثيرا في بداياته ، وهو المولع بالشعبي من زمن الشيخ الحاج امحمد العنقى إلى محبوب باتي والهاشمي قروابي إلى رئيس التحكيم اليوم في المهرجان الفنان القدير العنقيس إلى أسماء أخرى وباختصار قال : « اسمع الشعبي من البدايات إلى اليوم ويروقني أن اسمع للجميع «عبد الحق الذي سبق أن نال المرتبة الرابعة في الطبعة السابقة وعينه اليوم على المرتبة الأولى شارك في مهرجان الأغنية الشعبية في البليدة مؤخرا بمناسبة عيدي الإستقلال والشباب وهو يحلم بأن يتوج في رمضان مشيدا بإخراج سهرات المهرجان إلى فضاء الهواء الطلق ، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على التراث الشعبي الجزائري قائلا أنه يحلم دوما بخدمة أغنية الشعبي ، ومن مستغانم إلى بجاية تألق وأمتع فرحات حمدي فتجاوب الجمهور معه ، « طير القفص « للشيخ حسيسن ، ثم « الشيخ مقران« للراحل الشيخ الحسناوي حضرتا في ليلة متجددة للشاب حمدي الذي بدأ حكايته مع أغنية الشعبي في بداية التسعينات عصاميا وإن تأثر بالشيخ الحسناوي وعلاوة زروقي و الفنان الراحل الكبير سليمان عازم ، شارك في مهرجان الأغنية الأمازيغية ومهرجان الأغنية القبائلية و لديه ألبوم في المنوعات وأخر في الطقطوقات ، التزم في الألبوم الأول والثاني بتقديم أغاني شعبية سيما أنه مؤلف موسيقى وهو الذي سبق أن وصل للنصف النهائي في المهرجان طبعة 2010 ومن قسنطينة التي لطالما كانت وستضل عاصمة المالوف الأندلسي أرسلت من حاراتها فنانا شعبيا مخضرما ، يعشق فن «الحلو« الشيخ محمد العنقى وهو كمال عبد اللاوي في أداء المديح :« لمتى نشوف الطير ... محمد العدناني ، وخلاص طلع النهار . أربعون عاما عمر تجربته الفنية التي بدأت في عمر الأربعة عشر عاما من قسنطينة في المعهد البلدي مع الشيخ إبراهيم بلعموش رحمة الله عليه، وبن دراج عمار والشيخ التومي، لا يخفي تأثره الواضح بالعميد العتيد الشيخ العنقى الذي أوفى دوما وهو الذي يسأل في «سبحان الله يا لطيف إن كان قد وفى «، تتملذ في تيزي وزو ودرس الشعبي في بلكور مع مشايخ العاصمة لمدة عشرة أعوام وبرز فأمتع وأقنع في ليلة المنافسة الأولى، ولم يكن ينتظر أن تكون الفنانة الشابة القادمة من الشلف زكية مونية بوشاقور حاضرة من بعده وهي تؤدي في طبع السيكا قصيد «كل نور من نور الهاشمي كمل «، الفنانة الشابة خريجة المعهد الموسيقي الهاشمي قروابي بالشلف 2009 ثم جمعية الفن الأصيل مع الشيخ بوناجة والشيخ لحمر عبد الرزاق والشيخ البشير ، مرورا بالجمعية العثمانية لمدينة تنس مع الشيخ محمد علال ووصولا إلى المهرجان في طبعته التاسعة مسك الختام ليلة أول أمس كانت مع المتوج بالجائزة الأولى العام الماضي عزوز الغاني من الجزائر العاصمة وهو سليل عائلة فنية ، خاله الراحل الكبير في أغنية الشعبي عبد الله قطاف و بداياته كانت في سن السادس عشر وهو في التاسعة والعشرين من العمر تعلم الكثير ، يقول أن الشعبي رباه وهو الوفي للقصيد الملحون متمنيا أن يكون الشعبي والفن عموما غير محتكر على البعض ، ملحا على تأكيد التراث و أخذا بعين الإعتبار أن الأعراس مدرسة الشعبي والهواة ، معتبرا أن الفضاء الجديد ملائم لتواجد العائلات وتفاعلها مع التظاهرة ، كما قال أن أغنية الشعبي في حالة جيدة اليوم بعد مرحلة التسعينات ، ومعترفا أن مسؤولية صارت أكبر في الحفاظ على أغنية الشعبي بعدما توج العام الماضي .