تضاربت الأنباء بشأن الهدنة والالتزام بنظام وقف إطلاق النار في مدينة الزبداني بريف دمشق بين الجيش السوري ومقاتلي حزب الله من جهة ومسلحي المعارضة من جهة أخرى. وتحدثت مصادر إعلامية عن استئناف القتال في المنطقة، بينما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية ليلة الأحد عن مصدر في لجان الدفاع الشعبي قوله: "مهما حاولوا استفزازنا لن نطلق النار، إذ يهمنا مصير الناس في كفريا والفوعة (بريف إدلب)، ونحن نصبر على استفزازاتهم (المسلحين) من أجل إيصال المساعدات الإنسانية لسكان البلدتين المذكورتين". وكان أحمد قره علي، المتحدث باسم حركة "أحرار الشام" قد أعلن السبت إنهاء وقف إطلاق النار المتفق عليه مع الجيش السوري وحزب الله اللبناني في مدينة الزبداني بريف دمشق قبل يوم من انتهاء المهلة، فيما أفاد مراسلنا في سوريا بأن المجلس المحلي لمدينة الزبداني وفصائل مسلحة حملوا "أحرار الشام" فشل الهدنة. وطالب المجلس عبر بيان نشر على صفحات تابعة للمجلس العسكري في ريف دمشق "حركة أحرار الشام بإنهاء الأزمة والقبول بأي حل". ويقع المجلس تحت سلطة أكبر فصيلين مقاتلين في المدينة هما "كتائب حمزة ابن عبد المطلب" و "لواء الفرسان" المسايران لقيادة حركة "أحرار الشام"، إلا أنهما رفضا قرار استمرار الهدنة في الفوعة و كفريا بعد أن قصفوهما بقذائف الهاون، وطالبا حركة "أحرار الشام" ب"عزل ملف الزبداني التفاوضي عن الفوعة وكفريا وعدم ربط الملفين ببعضهما"، وهو ما رفضته الحركة. وبالفعل، أشارت وسائل إعلام إلى استئناف "جيش الفتح" الذي يضم "أحرار الشام" قصف بلدتي كفريا والفوعة ب300 قذيفة إثر إعلان المتحدث بسم "أحرار الشام" إنهاء الهدنة في الزبداني. وكانت الكتائب المقاتلة في الزبداني قد فوضت في وقت سابق "أحرار الشام" قيادة المباحثات مع الحكومة السورية بهدف التوصل إلى هدنة كمقدمة للحل في المدينة. وأوضح المصدر في لجان الدفاع الشعبي خلال حديثه ل"نوفوستي" أن هدف القصف كان استفزاز الجيش وحزب الله ليردا على المسلحين في الزبداني، الأمر الذي لو حصل، لأسفر عن توقف مفاوضات الهدنة واستئناف المعارك الشاملة في المدينة، حيث أكد المصدر قيام المسلحين القناصة بإطلاق النار عدة مرات على مواقع الجيش لاستفزازه دون أن يصدر عنه أي رد. في غضون ذلك يبقى في بلدتي الفوعة وكفريا حسب معلومات مختلفة حوالي 100 ألف شخص محاصرون، بينما يحاصر الجيش السوري وحزب الله اللبناني في الزبداني نحو 1500 مسلح من مختلف التنظيمات الإرهابية بما فيها "جبهة النصرة" و"داعش" و"أحرار الشام"، التي تأمل من خلال المفاوضات بشأن الهدنة في إخراج مسلحيها من المدينة أو كسب الوقت لتعزيز مواقعهم الدفاعية. من جهتها تبذل القيادة السورية كل المحاولات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفوعة وكفريا بريف إدلب، التي يطالب زعماء المجموعات المسلحة بإخراج سكانهما الشيعة منهما إلى ريف دمشق، وهو ما رفضه رفضا قاطعا رئيس مجلس دعم الجيش السوري في البلدتين، مؤكدا أن سكانهما سيبقون في أراضيهم، متهما المسلحين بالسعي إلى تقسيم سوريا إلى فرق طائفية. وكان ناشطون من المعارضة السورية قد أعلنوا الأربعاء الماضي عن هدنة لمدة 48 ساعة تبدأ صباح نفس اليوم، وتشمل مدينة الزبداني وكذلك قرى مضايا وبقين بريف دمشق إضافة إلى الفوعة وكفريا بريف إدلب. وقد صمد وقف إطلاق النار، حتى أنه تردد يوم الجمعة تمديد الهدنة حتى الأحد، إلى أن جاء إعلان "أحرار الشعب" السبت عن إيقافها.