سعيد سعدي الذي حاول هذه المرة أن يكون " زوالي وفحل وما يقبلش الذل " لكنه كان بعيدا تماما عن الإطار وعن الصورة، لم يصب حين أراد أن يظهر أن المسيرة التي دعا لها السبت المنصرم، بأنها مسيرة شعبية وليست سياسية في محاولة منه لجذب الأحزاب السياسية الأخرى لصفها، إلا أن ألاعيب دونكيشوت القبائل ظهرت من أول خروج له فهو اختار شرفة مقره ليخطب على الناس بينما اختار ما بقي له من الناس الذين جاؤوا معه مواجهة الشرطة، ولأن ولا حزب اقتنع بأفكار دونكيشوت بعدما نفض الشعب يده من هذا الحزب فإن عدد الشرطة ظهر أكثر من اصحاب المسيرة لدرجة أن البعض اعتقد أن أفراد الشرطة في مسيرة او استعراض في العاصمة، فخطب سعدي في الجميع مثل بطل الاساطير ملوحا بيده كما كان يلوح دنكيشوت في رواية ميغال سرفنتاس بسيفه نحو الطواحين، لكن في تلك اللحظة التي كان فيها التعيس سعدي يخطب، كان البعض يتذكر أن هذا الذي يخطب اليوم ويتحدث عن الوطنية كشفه موقع ويكيليكس متلبسا وهو يقدم معلومات عن بلاده وعن ما دار في حواديث سرية بينه وبين مسؤولين جزائريين للسفير الإمريكي كما كان يفعل " الحركة " في زمن الثورة، لهذا حين كان سعدي يرغي ويزبد من شرفته في بقايا أتباعه كان المارة من الناس يقولون سرا أو علنا " موت يا حمار ".