لم يستطع حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أن يحقق إلتفافة ولو بسيطة من الشعب الجزائري الذي راهن عليه خلال دعوته لمسيرة الأمس والتي اعتقد أنها ستكون " تونسية " ، ليس بسبب عزوف الشعب الجزائري للمطالبة عن حقوقه ولكن لأن هذا الحزب صار رهان خاسر ليس من الآن فقط بل منذ تأسيسه حين اكتشف الشعب الجزائري أفكاره و ميولاته الشاذة . حاول سعيد سعدي " مري الثورة " إلى الشارع اعتقادا منه أن الشارع سيباركه كزعيم إلا أن مسعاه خاب بعد اصطدامه بلا مبالاة الشعب الجزائري بأطروحاته، والغريب في المسيرة التي دعا غليها الدكتور " المريض " أنه طالب الشعب بأن يكون مع الحزب جنبا إلى جنب لتحقيق مبادئ أول نوفمبر وهو الذي صرح في أكثر من مناسبة من أنه لا يعتمد على نداء أول نوفمبر كمرجعية وإنما على نتائج مؤتمر الصومام ن ليسقط في تناقض فاضح، ورغم أنها المرة " س " التي سقط فيها الدكتور " المريض" في اختبار الشعب إلا أنه ما زال يصر على أنه جزء لا يتجزأ من الشعب، فكيف لشعب أن يضع ثقته في زعيم حزب حرض على تهديم مسجد في أغريب، والكل يعرف مدى تمسك الشعب الجزائري بمقدساته ..؟ كما أن توقيت المسيرة يطرح أكثر من سؤال ، هل هي محاولة لجني ثمار الثورة التونسية بطريقة جزائرية وعن طريق حزب أفكاره هي نفسها أفكار الحزب الذي يطالب الشعب التونسي اليوم بإبعاده عن السلطة والحكم ..؟ وإن كان الحزب له مطالب تخص الانفتاح السياسي والانفتاح الإعلامي، فليس هو المخول لإدراج هذه المطالب لأنه معروف أنه حزب يقصي الكثير من الأفكار ، بل الأكثر من هذا أقصى أفكارا من داخل الحزب نفسها أولها الوزيرة الحالية للثقافة التي اختلفت مع رئيس الحزب المتفرد بقراراته، وأيضا وجوه قيادية أخرى مثل المحامي مقران أيت العربي، وبن يونس الذي فضل اللجوء إلى تأسيس حزب مستقل عن جبروت وفرض الرأي الواحد من طرف زعيم الحزب ، إذا المراهنة على الشارع الجزائري للوقوف إلى جنب الحزب في مسيرة ربما يحاول منها الارسيدي الاصطياد في المياه العركة كما عودنا من قبل لا يعدو ان يكون متاجرة سياسية مفضوحة يمارسها الحزب معتقدا أنه يمثل الشعب في الوقت الذي انصرف فيه الشارع عن الأحزاب في أغلبها التي صارت لا تمثل حتى مناضليها الذين فضلوا تطليق السياسة، وربما لو كانت هذه المسيرة قبل الثورة التونسية ، وقبل انتفاضة الشباب الجزائري الأخيرة كان يمكن أن نجد لها مبررات سياسية أو حتى يمكن أن تجلب إليها بعض التأييد ولكنها جاءت في وقت أقل ما يقال عنه وقت حصاد ما زرعه الآخرون، وفشل مسيرة السبت لا يرجع إلى انضباط قوات الأمن أو وقوفها في وجه هذه المسيرة ولكنه جاء كرد فعل من طرف الناس لهذا الحزب الذي يستثمر في آلمهم ومحنتهم الاجتماعية ، ويمكن القول أن أي مسيرة حتى ولو لم تقف لها قوات الأمن بالمرصاد ستفشل إذا كان قائدها الدكتور " المريض " .