كان يمكن أن نتحدث عن وباء "الحصبة" كحكايات من التراث تحكيها الجدات للأحفاد عن سنوات البوحمرون في عام "الضمان بتسكين الضاد" كما كان يسميه الشيوخ والعجائز، لكننا نتحدث عنه اليوم كأمر واقع، واقع جعل منا نتحدث عن المرض في 2018 ليس كحكايات مضت وانقضت بل حكايات نحاول من خلالها ان نعرف وجهة هذا المرض حتى نفر منه، رغم انه لا مفر من قضاء وقدر. المحزن في الأمر أن الجزائر العظيمة والكبيرة بتاريخها والزاخرة بجمالها وقوتها ورجالها يوجد فيها اليوم "البوحمرون" ويوجد فيها لقاح فاسد او منتهي الصلاحية، والتحقيق مع الأسف سيطوى مع طي صفحة البوحمرون وصفحة اللقاح الفاسد او المنتهي الصلاحية والأكيد أنه سيتم تعليق أسباب المرض على شماعة القضاء و القدر. كان يمكننا اليوم أن نتحدث في مجال الصحة عن توصل المخابر الجزائرية إلى تطوير لقاح ضد أوبئة خطيرة وحديثة وتوصلها إلى أبحاث متقدمة في معالجة الأمراض السرطانية، لكننا مع الأسف نتحدث عن "البوحمرون في زمن البوكلبون"، فالصحة يتم تخصيص لها ميزانية من طرف الدولة بالشيء الفلاني ولكن مع الأسف الفيروسات القديمة تبعث من جديد ولا أحد يمكن أن يعطينا تفسيرا منطقيا وواقعيا ليس في انتشار الحصبة او ما يشبه الحصبة بل لماذا وصل بنا الحال إلى هذا المآل .