فضيحة لولا قدر الله لكانت وطنية كتبنا منذ أربعة أيام عمودا صحفيا يثني على وزير الصحة السيد مختار حسبلاوي حيث وصفناه بالرجل الشجاع الذي استطاع أن يجرد المستشفيات الجزائرية من لباسها وأن يعريها أمام الرأي العام ويبين كل أعضائها التناسلية وغير التناسلية وللإفادة كان واجبا علينا أن نعيد نشر العمود . ولإعطاء مصداقية أكثر للموضوع سنتناول اليوم عينة من العينات السيئة للمستشفيات الجزائرية وهو المؤسسة العمومية الاستشفائية عين طاية .تقع هذه المؤسسة في المدخل الجنوبي لعين طاية وهي منشأة كبيرة تتوفر على أغلب التخصصات والمرافق الضرورية لاستقطاب مرضى المنطقة وباقي المناطق المجاورة حيث وفرت لها الدولة كل الإمكانيات للقيام بهذا الدور وتقديم خدمة استشفائية للمواطن . مستشفى عين طاية وأعوان الحراسة حين تلج قدماك هذه المؤسسة تتفاجأ وأنت تدخل من الباب الرئيس بأعوان أمن قمة في اللطف والأخلاق حيث لا يترددون بالترحيب بك وفتح الباب الرئيس لإدخال سياراتك وركنها بالشكل الذي يجعل المواطن يشعر بأنه سيدخل مستشفى ألماني أو أمريكي، بعدها تتفاجأ بأعوان امن آخرين قمة في الشراسة والبئس وهم على أبواب المصالح الأخرى التابعة للمستشفى وربما ستشتبك معهم من كثرة التعليمات والقوانين والممنوعات وهو ما يعني انه في المحصلة أن عملية اختيارهم قد تمت بواسطة دراسة عميقة وعناية فائقة ربما قد تكون مكاتب دراسات عالمية هي التي قامت بهذا الاختيار الشيطاني . إدارة محصنة ب "البلاعطية" والدخول إليها يعتبر من المستحيلات السبع ربما يعتقد القارئ إن قلت أن مقابلة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل يعتبر أسهل بكثير من مقابلة السيدة مديرة مستشفى عين طاية أمرا مبالغا فيه والدليل على ذلك أنه ولمدة أربعة أيام كاملة من الساعة التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء لم نتشرف بلقائها ورؤية وجهها" البشوش" بحكم أنها دائما في اجتماعات وأنها داخل مكتبها للقيام بأعمال وكأن بها رئيسة دولة تشرف شخصيا على آلاف القطاعات فمثلا وقفت يومية المسار العربي على ظاهرة غريبة كانت شاهدة عيان عليها وهذا يوم أول أمس حيث انتظرنا لقاء السيدة المديرة رفقة المواطنين لمدة أربعة ساعات كاملة رفقة حارس لا يعرف إلا سياسة التسويف والإقناع. وحسب الأخبار المتوفرة وبعد خروجنا من قاعة الانتظار بلغنا أن باقي المواطنين انتظروا حتى الساعة الخامسة مساء ليتم إخبارهم بأن السيدة "الأميرة " لا تستطيع استقبالهم والاستماع لانشغالاتهم بسبب التعب الذي نال منها . المسار العربي تعود يوم الثلاثاء لتقف على فضيحة من العيار الثقيل .. امرأة تضع مولودها داخل المصعد عادت يومية المسار العربي يوم الثلاثاء لتقف على فضيحة كبرى ربما أن القدرة الإلهية تدخلت لتجنيب الجزائر كلها فضيحة مقتل أم وابنتها بسبب التهاون واللامبالاة فقد كانت إحدى السيدات تستشيط غضبا وتسب يمينا وشمالا وتهدد باللجوء إلى القضاء فلما اقتربنا منها أعطتنا الخبر التالي أنه وبتاريخ 22 سبتمبر 2018 قد تم قبول زوجة أخيها داخل المستشفى لإجراء عملية ولادة عادية حيث وبعد أن تم إدخالها إلى الغرفة أحست بقرب المخاض فرغم صراخها وندابها إلا أن المعنيين لم يتدخلوا ولم يحركوا ساكنا إلا بعد انفجارها بالدم .وعندما أحس الطاقم بخطورة الحالة تم وضع هذه السيدة في كرسي متحرك وأدخلوها في المصعد ليسقط منها الجنين داخل المصعد أليست هذه فضيحة كبيرة وجريمة مكتملة الأركان لتتدخل الوزارة الوصية وفتح تحقيق أم أن الوزارة لا تتدخل إلا حينما يكون هناك ضحايا . كل أبواب المصالح مغلقة ومسؤوليها سيعودون بعد قليل أتحدى أيا كان أن يزور مستشفى عين طاية ويجد مسؤولا واحدا في مكتبه فان جئت صباحا قالوا لك انتظر فإن المسؤول سيتعطل قليلا بسبب الزحمة وإن جئت في منتصف النهار قالوا لك لك أن المسؤول خرج لتناول الفطور وعليك بالانتظار حتى يعود وإن جئت مساء قالوا لك بأن المسؤول أكمل العمل وعليك العودة في اليوم الموالي وهكذا دوليك لأن أبواب المسؤولين تبدو عليها أثار الغلق لمدة طويلة . عدد الموظفين والعمال يفوق بكثير عدد المواطنين حينما تدخل إلى هذا المستشفى اللغز تتساءل بكل عفوية وتقول في نفسك ربما أكون قد أخطأت العنوان فأنا في كلية الطب وليس في مستشفى بحكم الأعداد المهولة من الموظفين بشتى أنواع وألوان البدلات فعشرات الموظفين ببدلات بيضاء والعشرات الأخرى ببدلات خضراء والعشرات الأخرى ببدلات زرقاء والعشرات الأخرى ببدلات بنفسجية والعشرات الأخرى ببدلات بنية والكل يتسكع ويصول ويجول داخل أروقة هذا المستشفى العجيب ونادرا ما تجد شخص بدون بدلة أو مواطن بلباس عادي وفى المقابل كل المصالح في حالة فوضى وغياب تام للعمال والمستخدمين والموظفين عدا بعض المكاتب التي تنبعث منها بعض النكت والقهقهات . حظيرة تأكلها الأوساخ وأكياس الخبز اليابس حينما تريد ركن سيارتك تجزم بأن المستشفى ليس لديه عمال نظافة إطلاقا بحكم أكياس القمامة والخبز اليابس التي تنتشر بكثافة في كل مساحة من مساحات الحظيرة وهذا دليل قاطع على حالة التسيب والإهمال واللامبالاة التي تكتنف سير هذه المؤسسة . العجب العجاب من أعجب الأمور التي وقفت عليها يومية المسار العربي هو التقاط الطبيبات لصور السيلفي بواسطة الهواتف النقالة وهو ما يجعلنا نجزم بأن هؤولاء الطبيبات يعتقدن أنفسهن في رحلة سياحية وليس في مرحلة عمل وهو الأمر الذي يجهله أو يتجاهله القائمون على شؤون هذه المؤسسة العمومية . ما خفي كان أعظم ربما نكون قد أعطينا صورة خارجية عن المستشفى لكن عيوننا داخل المستشفى أخبرتنا بأن العديد من الأجهزة في حالة تعطل منذ أشهر دون أن تفكر الإدارة في إصلاحها رغم سهولة وبساطة العملية . هل هناك عقد بين مستشفى عين طاية ووزارة السكن والمدينة والعمران ؟ كثير من المواطنين يعانون من طول مواعيد التطبيب والعمليات والدليل على ذلك أن العديد من المرضى مازالوا ينتظرون مواعيدهم لمدة ستة أشهر وهناك من شارف على السنة بالرغم من بساطة العملية وهناك من يقول بأن المستشفى قد أبرم اتفاقا مع وزارة السكن لتحديد المواعيد بمعنى أنه لكي تجرى عملية جراحية عليك أن تحصل على سكن من "عدل" وهو ما يعنى أن هناك عمليات جراحية ستجرى إن شاء الله في سنة 2035 وهو الموعد النهائي لتسليم سكنات "عدل 2". أمام هذه المهازل هل ستكون لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الجرأة الكافية لإرسال لجنة تحقيق كفئة لتقف على حجم هذه الكارثة في عين طاية وهى ملزمة بهذا شرعا وقانونا لأن هذا المستشفى إن بقي على هذه الحالة فان الأشهر القادمة ستشهد عملية استلاء غير شرعي عليه وربما سيفكر القائمون عليه في تحويله إلى نشاط تجاري مربح وربما سيقومون بنزع اللافتة المكتوب عليها" المؤسسة العمومية الاستشفائية لعين طاية "واستبدالها بلافتة أخرى مكتوب عليها "الشركة ذات المسؤولية المحدودة للشخص الوحيد للتجارة والاستثمار الصحي ".