استطلعت"المسار العربي" آراء الشارعين الجزائري والعربي حول ما قام به الإرهاب الصهيوني الرسمي في المياه الدولية ضد المتضامنين العزل من مختلف الجنسيات المتوجهين إلى قطاع غزة الرقعة الجغرافية التي مسحت منها كل آثار العيش والحياة، قصد مساندة الشعب الفلسطيني الذي اضطهد أمام أعين المنظمات العالمية دون حراك. وللوقوف على رد فعل الشارعين الجزائري والعربي على المجزرة البشعة التي ارتكبها قراصنة البحر في القرن الواحد والعشرين حاورنا بعض المترددين على الشبكة العنكبوتية " الانترنيت" من البلدان العربية على غرار الجزائر، المغرب، مصر و تونس المنتشرين في مختلف مواقع التواصل الإجتماعي على غرار الفيس بوك وغيرها من المواقع التي أصبحت عالما إلكترونيا يوازي عالمنا الحقيقي، حيث قمنا بطرح بعض الأسئلة عليهم حول رد فعلهم على ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي الظالم في حق هؤلاء الذين كان ذنبهم الوحيد أنهم قاموا بعمل نبيل وإنساني يتمثل في تقديم مساعدات لأهلنا و إخواننا في فلسطين المضطهدين جراء السياسة الفاشية المطبقة في حقهم منذ أمد طويل، و حول دور المنظمات العالمية على غرار منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي و جامعة الدول العربية و كذا موقف الدول المشاركة في قافلة الحرية التي كانت بصدد اتجاهها إلى فلسطين. إعلاميون: "الكيان الصهيوني إرهاب رسمي.. و القافلة تجارة سياسية" و في هذا الصدد أجمع العديد من الإعلاميين من مختلف الدول العربية أن ما قامت به قوات الإحتلال الصهيوني على المياة الدولية يعد "إجراما" و تصرفا مخالفا للقانون و الأعراف الدولية، باعتبار ان الجنود الإسرائيليون تهجموا بصورة همجية على جماعة من الذين كانوا يشكلون قافلة ترمز للسلام تحت عنوان " قافلة الحرية" المتوجهة إلى غزة قصد مساندة ومساعدة هذا الشعب المظلوم المنتهكة حقوقه، إلا ان هذه القافلة التي بالكاد أن تصل إلى شواطئ غزة تعرضت لهجوم وحشي من قبل العدو هذا الأخير وحسب رأي إعلامي تونسي الذي لطالما كان يندد في المحافل الدولية بالإرهاب إلا أنه رمز ل "الإرهاب الرسمي" و امام أعين المؤسسات الدولية سواء كانت الحكومية أو غير الحكومية. وفيما يخص هل ما إذا كان غلق الحدود المصرية سببا فيما آل إليه أعضاء القافلة، رد احد الإعلاميين من المغرب قائلا " أظن ان المشكل اكبر من فتح الحدود لكنه هوان عربي اسلامي مشهور هو السبب" مضيفا انه "ليس سرا أن هوان العرب والمسلمين هو سبب المآسي المتتالية وليس سببا محددا في ذاته كفتح او اغلاق الحدود مثلا" و بخصوص رد فعل الجامعة العربية قال المتحدث من المغرب أنه "متأكد أن الجامعة العربية لن تستطيع القيام بأدنى رد والشيء الذي اعتدنا عليه". ومن جهته يرى الإعلامي الجزائري محمد دلومي الصحفي بجريدة الأمة العربية، في هذا الصدد أنه "ربما قد يكون رأيي في القضية غير مقبول لدى البعض، لكني أحب دوما أن أحكم على الأمور بمنطقية، دون ميل عاطفي، و من دون شك أن التعاطف مع أهلنا في غزة واجب يقع على عاتقنا جميعا، و كسر الحصار عنها أمر لا بد منه، لكن المشكلة أن غزة أنستنا في القضية الأساسية وهي فلسطين، و الأمر الذي أود أن أشير إليه في قافلة الحرية هو استعمالها سياسيا والمتاجرة بها سياسيا، من أجل تحقيق مصالح من خلال هذا الأسطول، والصراحة أن قليلون في هذا الأسطول من كان هدفه تقديم العون لغزة، وأقصد هنا الطبقة السياسية عندنا ولا أتكلم عن الأتراك أو باقي الجنسيات، فمع الأسف الطبقة السياسية عندنا التي شاركت في محاولة كسر الحصار غزة، واقصد بها الأحزاب التي تسمي نفسها إسلامية، وجدتها فرصة للظهور على الركح السياسي، بعدما وصلت شعبية هذه الأحزاب إلى ما تحت الركب، بعدما كانت في سنوات سابقة تشق عنان السماء، وأول دليل على ذلك الإنتقائبة في اختيار وسائل الإعلام المرافقة، فقد فضلت هذه الأحزاب اختيار جرائد لها انتشار واسع لضمان تغطية كبيرة لحملتها والتشهير لمشروعها، بينما غابت جرائد كثيرة وطنية، إن كانت هذه الأحزاب التي تدعي أنها تمثل الإسلام، والتي لها تمثيل برلماني، ولها مسؤوليات اتجاه القضايا الكبرى، فنعتقد أن قضايانا الكبرى داخل الوطن، فلم تفعل هذه الأحزاب أو تقدم شيئا للبؤساء في هذه البلاد، ولم تحرك ساكنا، رغم أن لها وزراء في الحكومة، فما زال أطفال في الجزائر يبيعون " المطلوع " في الطرقات السريعة، وما يزال الكثير من الشباب عاطل عن الأمل، ولكن عمل حملة تضامنية مع أمثال هؤلاء لا تضيف شيئا للرصيد السياسي، فإن أمثال هؤلاء مرفوع عنهم التضامن ، من أحزاب تتاجر بالدين، لذا التضامن مع غزة أكثر بريقا والوهج الإعلامي والصخب سيكون كبيرا، ولو كانوا هؤلاء يؤمنون بقضايا البؤساء لانتقلوا في تضامنهم من هنا، والأقربون أولى بالمعروف"، ويستطرد الصحفي الجزائري قائلا "سأكون على خلاف الذين يعتقدون أن حملة كسر الحصار على غزة جاءت بنتائج مرجوة، لأنها حملة فاشلة على طول الخط، فيكفي أن المعونات لم تصل إلى غزة حتى نقول أنها فاشلة دون أن ننسى الذين سقطوا على يد الغدر الصهيوني، والأمر الآخر ما حدث هو تكرار لحوادث مشابهة وسوابق قامت بها إسرائيل ، فإسرائيل قامت ب " س " من المجازر وتكرر نفس السيناريو إدانة عربية، اجتماع مجلس الأمن ، مسيرات حاشدة، غضب واستدعاء السفراء، ثم تعود الأمور إلى بدايتها، والأمر نفسه حدث هذه المرة، إدانة عربية ودولية واسعة، الجيد فيه استدعاء بعض الدول الغربية لسفراء إسرائيل في بلدانها، ولكن العبرة بالنتائج، والنتيجة سقوط أبرياء، والحصار ما يزال مفروضا، ومازلنا في نفس الحلقة، و شخصيا أنا ضد كسر الحصار بهذه الطريقة التي تؤدي إلى سقوط أرواح بريئة، كان يمكن أن يكون اتفاق عربي ولو جزئي لمقاطعة مصر مثلا للضغط عليها لفتح معابر رفح، وجملة القول أن الحملة كلها كان الهدف منها سياسي وليس وجه غزة خاصة من جانب الأحزاب السياسية الإسلامية الجزائرية التي خسرت قواعدها في الجزائر فراحت تحضر لحملة انتخابية مسبقة ، ولو كانت هذه الأحزاب الإسلامية عندنا تستحي لبحثت عن الأطفال المشردين في الشوارع وعن الأيتام الذي يحاصرهم الجوع، وعن الشباب الذين تحاصرهم البطالة وطلبت كسر الحصار عليهم، وحين تحقق ذلك من حقها أن تحاول كسر الحصار على غزة ." يختم المتحدث كلامه. مواطنون : " ما عجزت عنه المؤسسات الدولية والأنظمة العربية يجب تحقيقه من خلال المقاطعة الاقتصادية" أجمع العديد من المواطنين أن الأنظمة العربية والعالمية لم تأت بشيء حيال القضية الفلسطينية منذ زمن مضى و لن تأتي هذه الأنظمة بأي شيء لنصرة هذا الشعب، حيث اقترح هؤلاء المترددون على شبكات الانترنيت، أن ما عجزت عليه الأنظمة و المؤسسات الدولية يجب أن يحققه الشعب و هو الحل الواحد والوحيد لقهر هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم أقوياء وذلك من خلال المقاطعة الاقتصادية التي سبق لها وأن خلفت للدنمارك خسائر فادحة نظرا لما تبنته هذه الدولة من رسوم مسيئة للرسول محمد من طرف الرسام الكاريكاتوري، حيث قام في هذا الصدد مجموعة من الأعضاء المشاركين على مواقع التواصل الاجتماعي بتدوين قائمة طويلة من المؤسسات الصهيونية و بضائعها لمقاطعتها، كرد فعل قوي لرد الاعتبار لهذا الشعب المظلوم. حيث قال في هذا الشأن أحد المواطنين المصريين، أن الحروب الحالية الناجحة ليست كالتي مضت سلاح و دم، وإنما الحرب الحالية والمستقبلية ستكون تكتيكية ضربا للإقصاد باعتبار أن هذا الأخير هو العامل الرئيسي لنمو دولة أو سقوطها. ساسة يبحثون عن سياسة لحصر القضية الفلسطينية في باخرة أما بخصوص الناشطين السياسيين فقد حصرت نشاطاتهم في التنديد بهذا الجرم العلني من خلال بيانات وفاكسات نشرت في كل الجرائد العالمية، حيث قال أحد العائدين من المجزرة "يزيد مزود" وهو قيادي في حركة النهضة، أنه أثناء اعتقال المتضامنين من بينهم الناشطين السياسيين، بدأت تبرز حقيقة الأنظمة العربية وردود أفعالها حيال هذا الموقف الصعب، على غرار تدخل القنصل المصري من اجل مواطنين مصريين اثنين فقط ولم يتدخل لباقي الجاليات العربية أو الإسلامية الأخرى، بينما تدخل القنصل الأردني لكافة العرب دون استثناء. من جانبه تأسف الدكتور صالح سعود من الوضعية التي آلت إليها الأنظمة العربية التي تبحث باستمرار عن مبررات تتنصل بواسطتها من تحمل مسؤولياتها وواجباتها تجاه القضية الفلسطينية، حيث قال في هذا الشأن أن " الذي يريد خدمة القضية الفلسطينية ما عليه إلا توظيف إمكانياته الوطنية و اتخاذ قراراته الملزمة له تجاه ما يحدث داخل فلسطين وفي محيطها لإيجاد حل للقضية الفلسطينية" مضيفا أن "هذا العدوان الغاشم قد عرى مواقف العديد من الأنظمة العربية والمواقف الدولية بأسرها، كما فضح سياسة حصر القضية الفلسطينية في "باخرة" وفي اعتداء على مجموعة من المناضلين وتناسى الجميع بان القضية الفلسطينية هي اكبر من هذا الحجم" وإلى غاية كتابة هذه الأسطر، وفي انتظار تحرك الجامعة العربية التي تعتبر السقف الذي تستظل تحته الدول العربية كما أن الجامعة هي المرآة العاكسة لمواقف الأنظمة المشاركة فيها، وكذا المؤسسات الدولية منها الحكومية وغير الحكومية، وهل مجلس الأمن يستطيع أن يدين الكيان الصهيوني عن الجرم العلني الذي أقامته في حق هؤلاء المسالمون على المياه الدولية؟ الجواب هو أن هذه الشعوب المضطهدة حتى التي أخذت استقلالها لكن بقيت محتلة عن بعد، يجب أن تحرر نفسها بنفسها دون أن تنتظر الضوء الأخضر من البيت الأبيض أو الدول العظمى أو قرارات صادرة من المؤسسات الدولية على رأسها منظمة الأممالمتحدة، لأنه بكل اختصار "الحرية تؤخذ ولا تعطى"، و من خلال هذا الجواب يتكون السؤال، كيف؟، بطبيعة الحال هدر الدماء وإطلاق صواريخ وقنابل محرمة دوليا لكن يجب على الشعوب التي تريد استقلالها أن تستقل من الغزو الثقافي، الاقتصادي، يجب أن تكوّن نفسها بنفسها دون الاعتماد على الدول العظمى بل يجب أن تصنع لنفسها قوتها و هيبتها السياسية بشتى أنواعها على الساحة العالمية.