حمل مجلس أخلاقيات الطب مسؤولية مصير 12 مليون مريض من ذوي الأمراض المزمنة لسياسة بعض المستوردين الخواص الذين يقومون بافتعال ندرة الأدوية بعد تخزينها و إخراجها للسوق في الوقت الذي يريدونه من أجل تحقيق الربح ، مطالبا وزارة الصحة بوضع حد لهم و لو عن طريق احتكار استيراد الأدوية التي باتت تباع بمنطق بيع الزيت و السكر أو كأية بضاعة من المواد الأساسية التي يحتاجها المواطن من أجل التحكم في السوق و تحقيق الربح . أكد أمس، عمادة الأطباء بقاط بركاني ،و رئيس مجلس أخلاقيات مهنة الطب، أن الأدوية الأساسية كالتي تخص مرضى السكري و السرطان و القلب، تشهد هذه الأيام ندرة قوية ، كاشفا أن هناك بعض المستوردين الخواص يفتعلون هذه الندرة من أجل بيع بضاعتهم من الأدوية ، تماما كما يحدث بالنسبة للمواد الغذائية الأساسية كالزيت و السكر و السميد، حيث يلجأ المستوردون – يقول بركاني -إلى تخزينها بعض الوقت لخلق الندرة حتى يزيد الطلب عليها ثم يتم إخراجها إلى السوق و بيعها . و قال بقاط بركاني، أن مسؤولية مصير أكثر من 12 مليون مريض من ذوي الأمراض المزمنة تقع على عاتق جميع الأطراف، مطالبا وزارة الصحة بالتحرك من أجل إيقاف هذه الندرة المفتعلة و وضع إستراتيجية تسيير ناجعة تحقق توازن في سوق الدواء، حتى و إن اضطرت لاحتكار استيراد الأدوية إن كان هذا حلا فعالا لإيقاف الندرة، فالتسهيلات التي تقدمها الدولة للمستوردين الخواص قد تساهم في منحهم فرصة ليتحكموا في سوق الدواء و فرض منطق البقاء للأقوى و من ثم التلاعب بحياة المريض و هذا أمر غير مقبول يستهجنه مجلس أخلاقيات الطب بكل قوة. كما صرح بركاني، أن الوقت قد حان لأن تفرض وزارة الصحة إجراءات رقابية مشددة على الأدوية المستوردة من حيث النوعية و الكمية على كافة المستوردين و فرض عقوبات على المستوردين المخالفين للقوانين، قصد ضمان توازن في سوق الدواء و حماية المريض من خطر ندرة الأدوية.