مبعوثة المسار العربي الى تلمسان: اوكيل شفيقة شهد العرض الاختتامي لفعاليات الأيام الوطنية للمونولوج مساء امس حضور فنانين و ممثلين مسرحيين من المعيار الثقيل و كذا منظمين لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية لمتابعة العروض المبرمجة لحفل الاختتام، و هذا بعد النجاح الكبير للعروض السابقة التي انطلقت يوم الخميس الفارط، وقد كان جمهور حفل الاختتام على موعد لاخر عرض لهم، اين استطاع فيه الممثلون رغم واقعية المواضيع التي تناولوها و حقيقتها المرة المرتبطة بحياة المواطن الجزائري، أن يجعلوها مادة مجسدة على الركح و معبرة عن الحقائق المرة التي تغير مسار حياة الانسان، و قد تجلى ذلك من خلال القدرة الكبيرة للممثلين على التواصل مع الحضور. و قد اعتبر هذا النجاح دافعا كبيرا وقويا لإعطاء أيام المونولوج في السنوات القادمة أهمية خاصة، وجعلها من أكبر الفضاءات و الفعاليات الثقافية الموسمية نظرا للعدد الهائل للجمهور الذي توافد على قاعات العرض ، و هو الدافع القوي الذي يعمل على فسح المجال لجميع الفنانين للمشاركة و الاعطاء اكثر للمسرح الجزائري، و عليه كان المركز الدولي للصحافة بتلمسان مسرحا للعرض المقدم من طرف الممثلة المسرحية عداس أسمهان من قالمة بعنوان" أحلام تتبخر" ، حيث اتى هذا العرض ضمن خانة المونودرام الذي جسدت من خلاله الممثلة دور امرأة فقدت كل ما تملك من حنان و دفئ الاسرة التي شتت بفعل فاعل، ليحتضنها الشارع الى كنفه حيث لم تجد سوى بساطها الذي تشكي همومها له بعد استشهاد زوجها و وفاة ولديها التوأم، لتنتقد بعد ذلك الأوضاع المعيشية والظروف الصعبة التي تمر بها رغم التضحية التي قدمها زوجها في سبيل نيل حرية الوطن وفي مقابل كل هذا لا تجد ما تقتات به غير بقايا المزابل و العمل كخادمة في المنازل، اين فتحت الممثلة النار على أصحاب الطبقة البرجوازية من الأغنياء الذين يعاملونها وبقية أدنى طبقات المجتمع من عاملات البيوت بنوع من اللامبالاة و الاستهزاء والاستغلال بالرغم من التضحيات اللاتي يقدمنها في سبيل كسب لقمة العيش التي يبحثن عنها في من بيت لاخر. مقاطع مؤثرة اقشعر لها البدن و تفاعل معها الجمهور كثيرا خصوصا في المقطع المتعلق بالتضحيات الجسام التي قام بها شهداءنا الابرار في سبيل حرية الوطن، وفي الأخير اختتمت عرضها برفع العلم الوطني التي قالت بأنها مستعدة للتضحية من اجله بالنفس والنفيس. وبعد العرض المسرحي عرج "علي عبدون" رئيس جمعية العفسة عن الحصيلة التي تم الوصول إليها بعد نهاية العروض حيث فاق عدد الجمهور 8 آلاف متفرج في مجمل القاعات التي شهدت العروض على غرار سبدو و مغنية و بن سكران، وعلى مدار أسبوع كامل شكلت الأعمال المقدمة من طرف كل من سفيان عطية بعنوان "أكلة لحوم البشر" وتونس أيت علي "وردة" وريم تاكوشت "سواد في الأمل" وساولي مراد "الطفيلي" وأحمد عوني "إختلاف" ونوارة "زايخة" عروضا متميزة امتزجت بين الفكاهة والتراجيديا في معالجة ظواهر اجتماعية واقتصادية وغيرها، وقد تمكن هؤلاء الفنانون رغم الظروف الصعبة التي صاحبت أداء عروضهم الا ان ذلك لم يكن عائقا في اداء الممثلين لادوارهم بشكل امتع الحاضرين و جعلهم يميلون لحضور هكذا عروض. ومن خلال هذه التظاهرة و النشاطات المبرمجة خلالها وضع المشاركون الذين يتميزون بأساليب مختلفة وشخصيات فنية قوية في المرتبة الأولى لثقافة المسرح التي عادت بقوة و اضمئت عطش محبي الفن المسرحي.